
ظهرت عبر التاريخ أنماط تعليم كثيرة عادة ما كانت ترتبط بأسماء أصحابها مثل الطريقة الحوارية لدالتن وطريقة دوكروللي ، وطريقة المشروع التي اقترنت بأعمال جون دوي،والطريقة التلقينية التي برزت مع هربرت ، وطريقة منتسوري والطريقة السقراطية… الخ . وقد تعددت المحاولات لتصنيف الطرق التعليمية غير أنها تستند في معظمها على مقياس التفاعل بين المدرس والتلاميذ، ذلك لأن كثيراً من الدراسات أثبتت أهمية العلاقة بين المدرس والتلاميذ باعتبارها متغيراً حاسماً في تحديد نمط التعليم وطريقة التدريس. من هذه الأنماط (١)النمط الجمعي التقليدي (طريقة الإلقاء) وفي هذا النمط يكون دور المعلم هو التلقين لمجموعة التلاميذ على السبورة ، مستخدماً أساليب : المحاضرات، الشرح اللفظي والكتابة ، إجراء عروض عملية توضيحية، استخدام الوسائل التعليمية، أو تمثيل الأدوار، وهذا النمط يتم عادة في حجرة الدرس أو قاعة المحاضرات ، ويمكن تسميته بالنمط أحادي الاتجاه، ذلك لأن التفاعل لا يتم بين المدرس والتلاميذ، فالمدرس هو المرسل دائماً والتلاميذ هم المستقبل دائماً. (٢) النمط الجمعي التفاعلي(طريقة المناقشة) : وفيه يتم عرض جزء من المادة الدراسية من المدرس الذي يدير النقاش داخل حجرة الدراسة بينه وبين التلاميذ، وقد يكون التفاعل بين التلاميذ أنفسهم، ويحدث هذا التفاعل من خلال النشاط التعليمي، أو الأسئلة،أو تقديم تقرير، أو التعاون لحل مشكلة.،و هذا النمط يتميز فيه المعلم بالديمقراطية ، وتتحقق بعض الفوائد منها: ١- معرفة المدرس والتلميذ كل للآخر بشكل مباشر. ٢- يشيع جو الطمأنينة والثقة بالنفس لدي التلاميذ. ٣- يتيح الفرصة للتعرف على التلاميذ الضعاف وذوي المستويات المرتفعة. (٣) ا
لنمط الفردي تؤكد الاتجاهات التربوية الحديثة على أهمية التعليم الفردي، والذي ينقل محور العملية التربوية من المادة الدراسية إلى التلميذ نفسه ويسلط عليه الأضواء ليكشف عن ميوله واستعداداته وقدراته ومهاراته الذاتية بهدف التخطيط لتثبيتها وتوجيهها وفقاً لميوله الخاصة وتتماشى مع حاجاته الذاتية واستعدادات نموه ولتستثير دوافعه ورغباته الشخصية، وهذا يساهم في إبراز الفروق الفردية بين التلاميذ في الصف الواحد وإتاحة الفرصة لكل منهم للانطلاق وفقاً لسرعته الخاصة بالتعلم، كما ساهم التعليم الفردي في تغير دور المعلم والمتعلم ، فأصبح دور المتعلم أكثر صعوبة مما كان عليه سابقاً بسبب المسئوليات التي فرضت عليه بعد أن أصبح أقل اعتمادا على المدرس وأكثر مشاركة وإيجابية.، وأصبح دور المعلم مرشداً وموجهاً للتلميذ ومنظماً للبيئة التعليمية ومهيئاً لها ، وهذا جعله يميل إلى الديمقراطية والمرونة وضيق الفجوة بينه وبين المتعلم ، ويتطلب هذا النوع من التعليم توفير نظام تربوي متكامل يقوم على أسس من المعرفة الذاتية في جميع مجالات نموه العقلي والانفعالي والنفس حركي، ليحدد له أهدافاً مناسبة تنبع من احتياجاته الخاصة وتحقق مطالبه الذاتية ، وتتيح له فرص الاختيار المتعددة ، وتمكنه من ممارسة هذا الاختيار بحرية كاملة مما يساعد على السير قدماً لتحقيق أهدافه وفقاً لسرعته الخاصة بالتعلم دون فرض حدود أو قيود أو دفعه لتعلم ما لا يرغب فيه. وقد أثبتت الدراسات بأن التلاميذ الذين يدرسون من خلال التعلم الفردي يكونون أكثر اهتماما بالمادة الدراسية وأكثر استقلالية وحرية في التفكير و يكونون أكثر كفاءة في أسلوبهم العام من التلاميذ الذين يدرسون بالأسلوب الجمعي التقليدي.