الاستراتيجية التدريسية في التربية الحديثة

الاستراتيجية التدريسية في التربية الحديثة                                        
أ.م شاهين سهام عبد الرزاق 
كلية التربية- المقداد 
جامعة ديالى 
 
تعد الاستراتيجية التدريسية في عملية التعليم والتعلم من العناصر المهمة في تخطيط الدروس والواجبات لما لها من تأثير واضح على عمليتي التعليم والتعلم لكي يحقق نواتج التعلم المستهدفة, والتعلم هو نشاط ذاتي يقوم به الطالب بأشراف المدرس بهدف اكتساب معرفة او مهارة او تغير سلوك, اما التعليم فهو التصميم المنظم المقصود للخبرات التي تساعد الطالب على انجاز التغيير المرغوب فيه على الاداء , وهو ادارة التعلم التي يقودها المدرس, وهو عملية تحفيز واستشارة القوى العقلية للطالب ونشاطه الذاتي وتهيئة الظروف المناسبة التي تمكنه من التعلم, والتعليم الجيد هو الذي ينقل اثر التدريب والتعلم, واستراتيجية التعليم والتعلم هي خطوات اجرائية منتظمة ومتسلسلة بحيث تكون شاملة ومرنة ومراعية لطبيعة الطلبة والتي تمثل الواقع الحقيقي لما يحدث داخل الصف الدراسي من استغلال الامكانات المتاحة لتحقيق مخرجات تعليمية مرغوب فيها وتصميم الاستراتيجية بهيئة خطوات اجرائية بحيث تكون لكل خطوة بدائل حتى تتسم بالمرونة عند تنفيذها, وكل خطوة تحتوي على جزئيات تفصيلية منتظمة ومتتابعة لتحقيق الاهداف المرجوة. 
تطور مفهوم الاستراتيجية بتطور المفاهيم التربوية واصبحت تستعمل في كل موارد الحياة وفي جميع ميادينها وتم استعمال الاستراتيجية في العديد من الانشطة التربوية وان الاستراتيجية في التدريس هي خطة عمل عامة توضع لتحقيق اهداف معينة وتوقف تأثير مخرجات سلبية غير مرغوب فيها. 
وتتكون الاستراتيجية من قواعد ومبادئ, او هي السلوك المشترك التي يتبناها المدرس والتي يتبنى الطالب تلك القواعد والمبادئ في سلوكه وادائه , ولا بد من استعمالها في الجانب العلمي او الانساني او التربوي او الاسلامي او العلماني او التقليدي.. الخ , وهذا يساعد المدرس بقدر تمثله تلك المبادئ او القواعد التي توحدت مع سلوكه وادائه وتصرفاته في نظام او نسق قيمي واضح يوجه عمله وحياته العملية, وبذلك يصبح المدرس قادرا على حل مشكلاته المتصلة بأي بعد من ابعاد عمله بتوظيف المبادئ والقواعد والقوانين التي تعلمها وتبناها والتزم بها على انها استراتيجية مميزة له, والالتزام هنا لا يعني الجمود , بل ينطوي على الانفتاح والمرونة, بحيث يتمكن الطالب من ادخال القواعد المدمجة في بناء العقلية واعادة تشكيل البنى المعرفية السابقة التي تعود له في ضوء الخبرة العملية وتطوير استراتيجية تدريسية جديدة. 
تعد استراتيجية التدريس محط اهتمام العديد من المختصين والباحثين وذلك لتأثيرها الايجابي على تركيز الطلبة وشد انتباههم للتحصيل الدراسي والانتاج التعليمي بشكل افضل من تلك التي يمكن تحقيقها من خلال طرائق التدريس التقليدية ,كما اظهرت الدراسات التربوية ان الاستراتيجية تؤدي دورا فعالا في تنمية التفكير ومهارات الاتصال والحوار بين الطلبة مع بعضهم البعض ومع مدرسيهم. 
ان عملية ادخال الاستراتيجيات الحديثة في التدريس يسهم في تغير دور الطالب من متلقي سلبي الى مشارك ايجابي, يبحث عن المعلومات ومنتج لها , حيث ان الاستراتيجيات الحديثة تساعد على اثارة الطلبة وشد انتباههم لبناء شخصيات منتجة مفكرة باحثة عن المعلومات بصورة ذاتية صحيحة. 
اذن لا بد من استعمال الاستراتيجيات الحديثة المتنوعة مع الطلبة فأن اهميتها تكمن في اثارة تفكيرهم ومساعدتهم على البحث والاستنتاج. 
ظهرت استراتيجيات تدريس حديثة نقلت العملية التعليمية من المادة الدراسية والاعتماد على المدرس الى عمليات تعليمية اهتمت بالطلبة الذين اصبحوا مركزا للفعاليات المنظمة التي تهدف الى تحقيق اهداف العملية التعليمية وان التعليم في هذه الحالة يكون فيه الطلبة نشيطين ومفكرين, فضلا عن انها تساعدهم في التعلم  الذاتي. 
تساعد الاستراتيجية في التدريس الطلبة على التعلم النشط الذي يتغير فيه دورهم من السلبية الى الايجابية وفق التربية الحديثة التي تجعل من الطلبة ان يتركوا الاستماع السلبي الى ان يكونوا مشاركين ايجابيين ونشطين بأفكارهم وعقولهم وقدراتهم مع زملائهم في التوصل للمعلومات ومعالجتها والافادة منها, ويتغير دور المدرس ايضا من ملقي ومتحدث وناقل للمعلومات الى موجه وميسر للعملية التعليمية. 
ان الاستراتيجية في التدريس وسيلة لتثقيف الطلبة وتسمح لهم بالمشاركة في الصف الدراسي, بحيث يتجاوزون دورهم في الاستماع السلبي الى المشاركة  الإيجابية ومزاولة تطبيق الانشطة في الصف الدراسي, وانها تقلل من دور المدرس في الصف وتوجيه الطلبة الى الاتجاهات الفاعلة التي من شانها ان تسمح لهم باكتشاف المعلومات بأنفسهم, وتقوم بتوجيههم الى التعاون مع بعضهم الى فهم المناهج الدراسية , ويمكن ان تساعد الطلبة الى مجموعة متنوعة من الاساليب التي تشمل المناقشة والحوار وطرح الاسئلة واستنتاج الاجابات , اي انهم في عملية تعليم يعلمون انفسهم بأنفسهم بإشراف من مدرسيهم.