الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: …
قسم أهل العلم الحديث النبوي الشريف الى قسمين رئيسيين: القسم الأول: الحديث القدسي- القسم الثاني: الحديث النبوي .
ويقسم الحديث النبوي الى عدة أقسام من حيث وروده الينا؛ فالأول المتواتر والثاني الآحاد، وأن الأحاديث المروية عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم إما أن تكون صدرت عنه ابتداء لأجل التعليم والإرشاد والتوجيه، أو جواباً عن سؤال وجه له، أو تفسير لآية …، والناظر لهذه الأحاديث يجد أن معانيها معلومة واضحة عند القرون الأولى، وبعد الحقبة والأخرى زادت الحاجة الى فهم معاني النصوص النبوية الشريفة، فجاء علماء الأمة الاسلامية بوضع القواعد والاسس والاسلوب الصحيح لفهم هذه الالفاظ وهذه المعاني، وهذه من جهة المتن، أما السند فقد وضع أهل الصناعة الحديثية دراسات وأُسس وقواعد لدراسته، وقد وفصل أهل العلم بالحديث النبوي بكل ما يتعلق به من حيث المتن، وسند الحديث، وأليك أيها القارئ مختصر شديد عن مفهوم هذا المقال. ومن أهم هذه الدراسات التي وضعوها العلماء، الدراسة التحليلية والموضوعية.
فالتحليلية: هي طريقة علمية يعمد فيها الباحث إلى حديث أو أكثر يفتح فيها أجزاءه، ويفك بها إشكالاته، ويحدد متعلقاته، وفق ضوابط متبعة أصلية وتكميلية.
وقيل فيها أيضاَ: الدراسة التحليلية هي دراسة الشاملة الكلية للحديث النبوي ومن ثم دراسة كل جزء على حدى.
وأما الدراسة الموضوعية: تعني جمع الأحاديث المتعلِّقة بموضوع محدَّد من مصادرها المتعدِّدة، ثم تحليلها ونقدها سنداً ومتناً وموازنة دلالتها والبحث في تعارضها، ثم بذل الجهد في استنتاج النظرية العامة التي تنتظم تفاصيلها، لتكون صالحةً للتطبيق والعرض، على أنها من أصول المنهج النبوي.
والحديث الموضوعي من جهة الاصطلاح؛ حيث إنه اصطلاح جديد شاع على ألسنة العلماء حديثاً، وأطلق اسماً على مادة تُدَرَّس في كليات العلوم الإسلامية، في العراق والدول العربية، وصار عنواناً للون من ألوان دراسة الحديث الشريف.
وأما الخطوات المتبعة لتطبيق هذه الدراسات:
ما يتعلق بتحليل المتن:
– سَبَبُ وُرُودِ الحَدِيثِ.
– سَبَبُ إِيرَادِ الحَدِيثِ.
– الْمُطَابَقَةُ بَيْنَ التَّرْجَمَةِ وَالْحَدِيثِ.
– المتن الجامع، والمقارنة بين ألفاظ الحديث.
– اللُّغَةُ، الإعراب، وَغَرِيبُ اللَّفْظِ
– معنى الحديث.
– المباحث الموضوعية.
– مشكل الحديث ومختلفه.
– أحكام الحديث.
– اللطائف الدعوية والتربوية
ما يتعلق بتحليل السند:
– تَخْرِيجُ الحَدِيثِ.
– شجرة الإسناد.
– دِرَاسَةُ رِجَالِ السَّنَد، والحكم على الإسناد.
– أَلْفَاظُ التَّلَقِي وَالْأَدَاءِ.
– لَطَائِفُ السَّنَدِ.
ومما هو جدير بالذكر: أن الفرق بين الدراسة التحليلية والموضوعية؛ تشترك كل من الدراسة التحليلية والدراسة الموضوعية في وجود عناصر علمية تربط بين الأحاديث المدروسة التي يبنى عليها موضوع المبحوث عنه أو التأليف فيه، لكن الدراسة الموضوعية تعتمد وحدة الموضوع بين الأحاديث بغض النظر عن الألفاظ الواردة فيها أهي مشتركة أو لا، بينما نجد في الدراسة التحليلية أن اعتماد الألفاظ المتقاربة أو اللفظ نفسه، أو الأحاديث لراوي معين، أو الاعتماد على كتاب معين بحد ذاته للدراسة، وهذا يتلخص أن الدراسة الموضوعية تقوم على اساس فكرة معينة تناولتها أحاديث مختلفة يقوم الباحث والدارس لها على إيصالها للقارئ، وهذا ليس شرطاً في الدراسة التحليلية