تقع كلية التربية المقداد الكلية الرابعة عشر لجامعة ديالى ضمن قضاء المقدادية ، حيث جاء تأسيسها في القضاء بعيداً عن مركز المحافظة لمواكبة الحركة العلمية المتنامية لسكانه و الذين يقدر تعدادهم قرابة الثلاثمائة ألف نسمة وكذلك لسد حاجة الأقضية و النواحي المجاورة و هي ناحيتيّ الوجيهيه و أبي صيدا ، قضاء خانقين وناحيتيّ السعدية و جلولاء ، قضاء الخالص و ناحية المنصورية وقضاء بلدروز و ناحية مندلي ، تبلغ مساحة القضاء 1033 كم مربع و يبعد حوالي 110 كم إلى الشمال الشرقي من العاصمة بغداد و 45 كم شمال شرق بعقوبة.
أصبحت المدينة رسميا بمستوى ناحية عام 1920 ثم تحولت بإرادة ملكية عام 1950 لتصبح قضاءاً باسم قضاء المقدادية و يسمى القضاء أيضاً (شهربان) حيث ورد اسمه في كتب ياقوت الحموي والمستوفى وأختلفت الروايات التأريخية عن أصل هذه التسمية ، يضم قضاء المقدادية ثلاث وحدات إدارية هي مركز القضاء وناحيتيّ الوجيهية و ابي صيدا بالإضافة إلى العشرات من القرى المنتشرة على أطرافه ، أهم ما يميز القضاء موقعه الرابط بين شمال وجنوب العراق إذ يشكل حلقة وصل مهمة مما جعل سكانه فسيفساء جميل من مختلف القوميات و الأديان من عرب ، أكراد ، تركمان و شيشان كذلك تتنوع أديان سكنة القضاء من مسلمين ، صابئة و مسيحيين كما ضمت المدينة سكان يهود قبل خمسينيات القرن المنصرم . من أهم أحياء القضاء الحي العصري ، حي المعلمين ، حي فلسطين و الحي العسكري و التي ينحدر أغلب سكانها من المدينة القديمة التي تقع قرب سوق المدينة القديم.
يحتل القضاء مكانه مميزة من الناحية الإقتصادية تتمثل بالأراضي الزراعية الخصبة التي تزيد مساحتها على المائتي الف دونم حيث يقترن إسم شهربان ببساتين الرمان والبرتقال و النخيل الزاهية التي يتم تصدير ثمارها لكافة محافظات القطر، حيث تروى تلك البساتين بمياه الأنهر و الجداول المتفرعة من نهر ديالى وهي نهر مهروت وجدوليّ سارية (خريسان) و المقدادية (الشاخة) الذي يمر بمنتصف القضاء فضلاً على أنّ الموقع الجغرافي للقضاء منحه أهمية بالغة كونه يربط المناطق الحدودية الشرقية للعراق مع العاصمة بغداد كما أن ثروة الغاز الطبيعي المتوفرة في حقل المنصورية القريب من القضاء جعلته يتخذ أهمية ستراتيجية خصوصاً مع الإهتمام الحكومي الرسمي بهذه الثروة في السنوات الإخيرة و التي ترجمت بمشروع لإنشاء محطة غازية لتوليد الطاقة الكهربائية و مشروع لتطوير و إستخراج الغاز الطبيعي.
يضم قضاء المقدادية معالم آثارية مهمة وكثيرة حيث ورد في كتاب المواقع الأثرية في العراق الذي أصدرته مديرية الاثار العامة عام 1970 إنّ القضاء يضم ثلاثة وستون موقعاً أثرياً يتراوح تاريخها ما بين عصر العبيد وعصر قبل الإسلام ، سياحياً يتمتع القضاء بمنطقة صدور ديالى (سد ديالى الثابت) الرائع الجمال و الذي يجتذب الزائرين من المحافظات المجاورة حيث يلتقي ماء نهر ديالى العذب مع تلال حمرين الخلابة ، كما يعتبر سد حمرين القريب من القضاء و الواقع على نهر ديالى من أجمل المناطق في محافظة ديالى و الذي يعد مشروعاُ مستقبلياً لمنطقة سياحية رائعة فضلاً على كونه مشروعاً ستراتيجياً ذو فوائد عدة كتوليد الطاقة الكهربائية.
لا يقتصر قضاء المقدادية على أهمية الموقع الجغرافي و النواحي السالفة الذكر ، حيث علاوةً على ذلك يتميز قضاء المقدادية بثروة بشرية متميزة و بحركات علمية ، ثقافية و سياسية مشرفة أفرزت علماء ، مثقفين ، أكاديميين ، فنانين ، رياضيين ، أدباء و سياسيين رفدوا المحافظة بصورة خاصة و القطر عامةً بنتاجاتهم و أفكارهم الشاهدة عليهم ، كما يتميز القضاء بجيل شبابي متفتح شكل وما يزال حالة مميزة في محافظة ديالى.