الغضب هو نوع من انواع المشاعر الاساسية كالحب والكره والفرح عند الانسان, وهو شعور يعرفه كل انسان ويحدث عندما يشعر الانسان بأن احدهم يعيق او يعترض تحقيق اهدافه, وهي حالة انفعالية داخلية يعيشها الانسان وقد تظل هذه الحالة داخلية او تتحول الى سلوك وعندئذ تصبح عدوانا ,اي عندما نعبر عن مشاعر الغضب بالكلام او بالاعتداء الجسدي او الرمزي فأنا نتحدث عن العدوان, وخبرة الغضب واشكال التعبير عنه متطابقة بين شعوب الارض كافة. ويمكن للغضب ان يكون ضمن ظروف معينة للسلوك العدواني, وان الغضب هو ظاهرة طبيعية تحدث في مرحلة نمو وتطور الطالب, وتبدأ لدى الطفولة من عمر سنتين وقد تستمر لغاية سن الرشد في بعض الاحيان, وقد يدخل الطالب فجأة بنوبة من الغضب والصياح, وقد يرمي اشياء على الارض وقد يبكي ويصيح لمدة تقارب عشر دقائق او اكثر في بعض الاحيان. تبدأ هذه النوبات غالبا في اول سنتين او ثلاثة من حياة الفرد, ولكن اذا لم تستطع البيئة معرفة الاسباب فأن هذه النوبات تستمر وتنتقل مع الطالب الى المدرسة ويصبح الطالب شخصا غاضبا دائم الاعتراض, غير متكيف مع المتغيرات وبالتالي يؤثر ذلك في علاقاته الاجتماعية وتحصيله وانجازه. والغضب باعتباره حالة انفعالية, قد يبدأ بالتوتر البسيط وينتهي بالتوتر الشديد(الغيظ او الثوران) وللغضب جوانب شعورية تتمثل في ردود الافعال الصريحة, اي العدوان الخارجي او الداخلي وردود الافعال الضمنية, كما ان للغضب جوانب فسيولوجية تتمثل في ردود الافعال الجسمية. ان الغضب هو حالة استجابة انفعالية حادة تثيره مواقف التهديد او العدوان او القمع او السب او الاحباط او خيبة الامل, ويصحب الغضب استجابات قوية من الجهاز العصبي المستقل, ويدفع المرء الى الاستجابة بالهجوم اما لفظيا او بدنيا, وتتحدد حالة الغضب بمحددات اربعة هي (اثارة فسيولوجية , وادراك, ومعرفة, وسلوك) كما ان الشخص نفسه هو الذي يحدد مدى خطورة المواقف والاحداث التي تثير الغضب , لان الغضب في العادة عاطفة شخصية, اي انه يميل للظهور عندما يلحق الضرر بذات الشخص او ممتلكاته او بعائلته, ان الغضب انواع اما حالة غضب وهي حالة عاطفية تتركب من احاسيس ذاتية تتضمن التوتر والانزعاج والاثارة والغضب او سمة غضب وهي بلغة الكم بعدد المرات التي يشعر فيها الشخص بحالة الغضب في وقت محدد, والشخص الذي هو مرتفع سمة الغضب يميل للاستجابة لكل المواقف او غالبيتها بالغضب, واعراض الغضب لا تظهر فقط في انفعالاتنا , ولكن في اجسادنا وعقولنا وسلوكنا كما ان الطبيعة الدقيقة لاستجابة كل منا للآلام والاحباطات في وقت معين تعتمد على حقائق عديدة ترتبط بأسباب الغضب. لذا فأن الغضب من المشاعر الاولية لدى الناس, وعندما يكون الغضب شديدا يعد من القضايا المرضية, وقد يتصف بها العديد من الناس وهو يؤدي الى معوقات خطيرة لحرياتهم تؤثر بصورة سلبية على نوعية حياتهم. وقد يظهر الغضب لدى الطلبة بدرجة اكبر من عمر (18-22 سنة) من مراحل لاحقة لانهم يجتازون مرحلة انتقالية بين المراهقة والتعليم في المرحلة الثانوية وكذلك في مرحلة الرشد وبدأ العمل وبناء الاسرة. ويتميز الطلبة بهذه الاعمار بصفات اجتماعية منها تطور الاتجاهات والقيم والرغبة في تكوين علاقات جديدة والرغبة بالمشاركة في النشاطات الطلابية والاهتمام بالاخرين والقدرة على تحمل المسؤولية الاجتماعية وبصفات انفعالية منها التعاطف مع الاخرين والاندفاع والانفعال السريع والالفة والرغبة في العزلة عن الاخرين والاستقلال الانفعالي عن الأبوين بالإضافة للتسامح وتقبل الغير. ان نظرة الاسلام الى الغضب هو انفعال غريزي لا يخلو منه انسان, لذا فأن وجوده لا يعد عيبا ولا مرضا ولكن هناك غضب مذموم يدفع صاحبه في هاوية الظلم والطغيان وايذاء الاخرين والانتقام منهم والناس في هذا الانفعال على درجات ثلاث من التفريط والافراط والاعتدال اما التفريط في الغضب فهو شدة الانفعال او ضعفه مذموم وعليه قال الشافعي(رحمه الله) من فقد قوة الغضب فهو ناقص جدا ولا حمية له. اما الافراط في الغضب فهو ان تغلب هذه القوة حتى تخرج بصاحبها عن حدود العقل والدين وتجعله كالمجنون الذي لا يملك من امره شيئا واما الاعتدال في الغضب فهو المحمود المنشود الذي ينتظر اشارة العقل والدين فيغضب حيث يحسن الغضب وينطفئ حيث يحسن الحلم. وقد وصف الله سبحانه اصحاب النبي (ص) بالشدة والحمية في قوله تعالى(اشداء على الكفار رحماء بينهم)(الفتح:29) فهذه الشدة والقوة من درجة الغضب المحمود المعتدل الذي يجب ان يتصف به كل مؤمن. لذا تتفاوت الصفات الانفعالية والاجتماعية بين الطلبة وقد تكون درجة الاندفاع والانفعال السريع عند بعضهم بما يؤثر على اساليب تفاعلهم مع بعضهم البعض وعلى التربية الحديثة ان تهتم بهذه الحالات الشائعة لدى البعض من الطلبة من خلال العمليات الارشادية والتوجيهية التي يقوم بها المتخصصون بالإرشاد النفسي والتوجيه التربوي.