يعتبر افلاطون استاذا ومواطنا مخلصا متفانيا في خدماته ،واشترك في العديد من المعارك الحربية من اجل (اثينا) وقد ظهرت ارستقراطية افلاطون في تفضيله لحكم الارستقراطية المثقفة واحترامه مهنة الجندية واحتقاره العمال وذوي المهن والحرف. يتكلم افلاطون في كتاب الجمهورية الذي يعتبر احد مؤلفاته عن المجتمع ويشرح تنظيم تربية الافراد التي تعتبر في نظره فرعا من فروع علم الاجتماع وقسم كتابه الى ( ١٠ ) اجزاء واهتم في السبعة الاولى منها في مشكلة العدالة وكيف تتحقق في المجتمع اما الجزءان (الثامن والتاسع) فقد تكلم عن انواع المجتمعات والحكومات اما الجزء العاشر تكلم عن الفلسفة كونها الوسيلة الوحيدة التي تتوصل الى الحكمة والمعرفة الحقة . تستند نظرية افلاطون التربوية على اصول مستمدة من علم النفس والفلسفة والاجتماع وهي كالاتي: *الفرد :استنتج افلاطون من ملاحظاته ان النفس البشرية تتكون من ثلاثة انواع من القوى والقدرات او الملكات وهي قوة العقل وموضعها الدماغ وقوة الغضب وموضعها الصدر وقوة الشهوة وموضعها البطن وان الافراد يختلفون بعضهم عن بعض فمنهم تسيطر عليه قوة الغضب والبعض قوة الشهوة وباختلاف القوى يختلفون في المهن. المجتمع : يرى افلاطون ان وظيفة المجتمع اقتصادية وحربية وتشريعية لسلامة الحكم ولكي تنجح هذه الوظائف يجب ان يستشعر كل فرد السعادة في عمله وقسم المجتمع الى (٣) طبقات وهي طبقة العمال والصناع والمزارعون والتجار لتقديم الخدمات، وطبقة الجنود والشرطة لحماية الدولة ، ثم طبقة الحكام الين يهيمنون على الدولة. الميتافيزيقيا: توكد هذه النظرية ان خلف كل شيء مدرك في هذا العالم نظاما من الافكار يفسر مافي هذا العالم وما ندركه بحواسنا صور لتلك الافكار. الاخلاق: تعتمد هذه النظرية على سابقتها الميتافيزيقية فالخير في كل شيء يدركه الشخص ويتوقف على الدرجة التي يقترب فيها هذا الشيء من صورته المثالية. المعرفة: تعتبر حالة عقلية تتميز بالتأكد من طبيعة شيء ما وهذا الشيء غير موجود في عالم الواقع المتغير ، والتغير يجعل من المستحيل التأكد من طبيعته ولذلك فأن الاشياء التي نعرفها بالتأكيد هي الافكار ذات العلاقات المنتظمة. تعتمد المعرفة على شيئين هما ( الفرض والمطلق) فما نعرفه عن العلوم والرياضيات هو تأكد فرضي، لا ننا نتأكد من صدقها وصدق الفروض التي تم اشتقاقها منها ، اما التأكد المطلق فهو مرتبط بالوعي في فكرة الخير . وهذا التأكد المطلق صعب المنال وهو يحول المعرفة الفرضية في العلوم الى مطلقات. يرى افلاطون ان التربية هي عجلة توجيه وجذب الاطفال الى الطريق الذي رسمته القوانين ولهذا فان افلاطون في كتابه الجمهورية والقوانين كان يتصور مدينة مثالية تمتزج بين فن السياسة والتربية..