
(اياد هاشم محمد )
تشكل اللغة الأداة التي ينقل بها الانسان احساسه وتصوراته للأخرين ويحقق رغباته ، ويجسد علاقاته الاجتماعية باتخاذه وسيلة للتفاعل مع الناس المحيطين به ومع البيئة التي يعيش فيها ، لذلك فان اللغة تعد وسيلة اتصال من خلالها يحول الانسان تصوره الداخلي الى شيء محسوس تشاهده العين وتسمعه الاذن.
ان التواصل في اللغة هو الاقتران والاتصال والالتئام والجمع والابلاغ والاعلام ، اما التواصل في الاصطلاح يدل على عملية نقل الافكار والتجارب وتبادل الخبرات والمعارف والمشاعر بين الذوات والافراد والجماعات ، ويتأسس التواصل على عناصر هي بمنزلة اركان ضرورية وهي ( المرسل والمستقبل والرسالة) فالتواصل تبادل المعلومات والرسائل اللغوية وغير اللغوية سواء أكان هذا التبادل قصديا أم غير قصدي بين الافراد والجماعات ، ومن ثم لا يقتصر التواصل على ما هو ذهني معرفي بل يتعداه الى ما هو وجداني وما هو آلي فهو بذلك تبادل للأفكار والاحاسيس والرسائل التي قد تفهم وقد لا تفهم بنفس الطريقة من طرف كل الافراد المتواجدين في وضعيه تواصلية.
ان التواصل في العملية التعليمية هو العملية التي يتم عن طريقها انتقال المعرفة من شخص لأخر حتى تصبح مشاعه بينهما ، وتؤدي الى التفاهم بين هذين الشخصين او ربما اكثر من ذلك.
ان الاتصال (Communication) هو التفاعل في ضوء منبهات أو إشارات أو نظرات عن طريق استجابة الاشخاص إليها ، ويستخدم الاتصال تلك المنبهات كرموز (symbols) لما يحمله من معنى فاذا اكتسب شخصان نفس الرموز بنفس معانيها فإن ذلك يعد مؤثرا على حدوث الاتصال ، واذا لم يكن الأمر كذلك فسوف لا يفهم اي منهما الاخر ومن ثم يفشلان في الاتصال ، وعلى اساس ذلك هناك علاقة وثيقة بين اللغة والتواصل وهذه العلاقة مهدت لظهور مفهوم جديد على الساحة التربوية لاستخدامه في العملية التعليمية وهو مفهوم التواصل اللغوي الذي يقصد به نقل المعاني بين (المرسل والمستقبل) باستعمال اللغه فعندما يتصل الانسان بغيره اتصالا لغويا بغية التعبير عن الذات ونقل المشاعر والاحاسيس فهو اما يكون متحدثا او ان يكون مستمعا او ان يكون كاتبا او قارئا وفي كل الحالات يمر الانسان لعمليات عقلية مضمونها ومادتها اللغة.
وعملية التواصل اللغوي تتم عادة عن طريق التفاعل المتبادل بين طرفين (مرسل) و(مستقبل) وبينهما رسالة لغوية (مكتوبة) او( منطوقة ) تسير في قناة التواصل لتؤدي الى اشباع حاجات التواصل اللغوي كالتعبير او الافهام او الاقناع او التاثير باستخدام قدر من الكفاءة اللغوية لدى كل من المتحدث او المستمع او الكاتب او القارئ عن طريق استخدام مهارة لغوية او اكثر وفي اطار مجال من مجالات التواصل اللغوي (المكتوب) او (المنطوق) ، ونظرا لتعقد الحياة الحديثة وكثرة وسائل الاتصال وتنوعها اصبح الانسان في امس الحاجة الى امتلاك مهارات التواصل اللغوي من فنون شفويه كالاستماع والتحدث وفنون كتابية (كالقراءة والكتابة) حتى يكون قادرا على الاقناع الامر الذي ينبغي معه العناية بمهارات التواصل اللغوي والاكثار من التدريب عليها.
يتضمن التواصل المشاركة او التفاهم حول شيء او فكرة او فعل ما وتقوم انواع التواصل المختلفة بدور كبير في حياة كل شخص مهما كانت الوظيفة التي يشغلها فالتواصل يؤثر على كل فرد بشكل او بآخر فهو القناة التي تربطنا بالأخرين ويمهد لما نقوم به من اعمال فينتج عنه تبادل المعلومات بين طرفين او اكثر بقصد تحقيق التفاعل بين اطراف العملية الاتصالية وصولا الى تحقيق هدف ما وضع لهذا النشاط ، فالإنسان المتفاعل هو الانسان المتواصل لان حواسه تشكل وسائل تفاعله مع البيئة المادية والمعنوية ( يعطي ويأخذ) ، (يرسل ويستقبل)
تتوقف طبيعة التواصل اللغوي على الظروف التي تمر بها المؤسسة التعليمية في اي مجتمع طبقا للبيئة الاجتماعية المحيطة بها ويختلف ادوار الطلبة باختلاف ما يحيط بهم وما توفره هذه المؤسسة من وسائل الاتصال والتقنيات التعليمية المختلفة.
ومن خلال اللغة يمكن تقسم التواصل الى
التواصل اللفظي(verbal Communication) :
هو ترجمة الافكار الى كلمات محددة وترتيبها بطريقة يستطيع الفرد من خلالها ان ينقل رسالته اما عن طريق النطق او الكتابة والتواصل اللفظي خاص ببني البشر وميز الله به الانسان عن سائر المخلوقات ويشتمل على :
- اصوات الكلام (phonogy) وهي النظام الصوتي في اللغة والقواعد اللغوية التي تحكم المجموعات الصوتية ويتضمن النظام الصوتي القدرة على التمييز بين الاصوات اللغوية وطريقة النطق.
-الصرف اللغوي (morphology) ويشمل نظام القواعد اللغوية التي تحكم بناء الكلمات وبناء الاشكال المختلفة للكلمة المشتقة من الاصوات الأساسية لمعناها مثل التثنية والجمع والمذكر والمؤنث.
-بناء الجملة- ترتيب الكلمات (syntax) ويشير الى القواعد اللغوية التي تحكم ترتيب الكلمات لتكوين جمل وعلاقه بين عناصر الجملة.
-دلالات اللفظ (semantics) وتشير الى الكلمات الفعلية المستخدمة في الكلام ومعناها فلكل كلمة دلاله خاصة بها مثل: قلم يدل على اسم لشيء معين ، وغدا يدل على زمان معين ، وانا ضمير يدل على المتكلم ، والذهاب يدل على مصدر للفعل ذهب.
*التواصل الغير اللفظي(Non Verbal Communication)
وهو اي سلوك انساني يمكن ملاحظته وادراكه من شخص لأخر ويحمل في طياته معلومات من المرسل الى المتلقي ويستعمل التواصل غير اللفظي للدلالة على الحركات وهيئات وتوجهات الجسم وعلى خصوصيات جسدية طبيعية واصطناعية وعلى كيفية تنظيم الاشياء وصولا الى بلوغ المعلومات
ومن الأمثلة على سلوكيات السلوكيات الغير اللفظية (التواصل البصري ، وتعابير الوجه ، ونبره الصوت) وان اللغة غير اللفظية هي لغة ذات اهميه كبيره وتستعمل متزامنة مع اللغة اللفظية ويسمى (اتصال بلا كلمات) ويقسم إلى :
-لغة الإشارة (Sign Language) :
ويعني استعمال حركات الجسم للتعبير بدلا من الكلام.
-لغة الفعل (الجسد) (Body Language) :
وتشمل جميع حركات الجسم فالفعل الذي يصرخ الانسان يعبر تعبيرا عن
ما يريد قوله وضرب المدرس على المنضدة ( الرحلة) له معنى الحزم والشدة وعن طريق ممارسة هذا الفعل يريد المدرس ايصال فكرة للطلبة في الصف
لغة الأشياء(Object Language /Material Culture) وتشمل الاسلوب الذي يلبس فيه الفرد او تركيب ديكور البيت او لبس المجوهرات وهكذا لغات كثيرة غير لفظيه مثل(لغة الجسد ولغة العيون) (ولغة الزمان والمكان والمسافة) فالتواصل غير اللفظي يعبر عن المشاعر والوجدان ويحتوي على معلومات كثيره ويمكن استعماله لإيصال المعنى الذي نريده.
ومن الامور التي تساعد على تسهيل عملية التواصل هي:
- نحو اللغة او على الاقل الاستخدام العام للكلمات ومعانيها.
-تقويم الوضع العام للطلبة في الصف الدراسي.
-تلبيه حاجات الطلبة وابعادهم عن التخوف والتردد.
-الشعور بالأمن والاستقرار وتجنب المشكلات.
-تنظيم عمليه اتخاذ القرار.
-تبادل الادوار والاحاديث بين الطلبة.
-تعزيز الألفة والاحترام بين الطلبة.
واخيرا يمكن القول ان التواصل هو لب العملية التعليمية داخل الصفوف الدراسية وعلى المدرسين ان يحققوا عمليه التواصل اللغوي فاعلية لكي يكون بمقدور الطلبة المشاركة والتحدث والاصغاء والاستماع داخل الدرس، وان يتصلوا ببعضهم البعض بسهولة و كفاءة ولذلك فان من نتائج عملية التواصل (تقوية الروابط الاجتماعية ، واثراء العلاقات، ومعرفة الذات وحسن تقديرها ، وتعميق الحس الوجداني ، والنجاح في الحياة، وتحسين الصحة النفسية والجسمية ، وجعل الحياة اكثر متعه وأمان) .