يعد الذكاء من اهم القدرات العقلية التي تختلف من طالب لأخر ، فهناك الطالب الذكي ، و هناك الطالب متوسط الذكاء ، و هناك ضعيف الذكاء ، حيث ينمو الذكاء و هو القدرة العقلية الفطرية العامة نمواً مطردا حتى الثانية عشرة ، ثم يتعثر قليلا في فترة المراهقة نظرأ لحالة الاضطراب النفسي السائدة في هذه المرحلة ، و يقف نمو الذكاء عند سن معين ، فيقف عند الناس العاديين في حوالي سن السادسة عشر ، و عند الضعفاء عند سن الرابعة عشر ، و عند الاذكياء في حوالي الثامنة عشر ، و من ثم يعد الذكاء من اهم القدرات العقلية المؤثرة في التحصيل الدراسي ،لوجود علاقة ارتباط بينهما ، و قد اثبتت البحوث و التجارب ان الطلبة الاذكياء يستوعبون المعلومات التي يتلقونها من المدرسة بصورة جيدة ، و هذا ما يظهر من خلال تحصيلهم الدراسي الجيد ، و بالتالي يعدون من الطلاب المتفوقين ،و على العكس نجد لدى الطلاب الضعفاء الذكاء ضعفا في الاستيعاب و فهم المواد الدراسية التي يتلقونها ، فينعكس ذلك سلبا على تحصيلهم الدراسي ،و بذلك فانهم يعدون من المتأخرين دراسيا ، و يظهر الفارق عادة بين الطلبة الاذكياء و محدودي الذكاء في اسلوب تحصيلهم الدراسي ،بحيث نجد ان استعدادهم في معرفة الاشياء المحسوسة يكون عن طريق الامثلة و التوضيح البياني لانهم محدودي الادراك للأشياء النظرية المجردة .
في مرحلة الطفولة المتأخرة نجد ان النمو العقلي على عكس النمو الجسمي ، الذي اخذ في تباطيء و اخذ في السرعة و الازدياد ، وذلك نتيجة نمو المخ و الجهاز العصبي ، و يساعد هذا النمو التحاق الطفل بالمدرسة حيث يتعلم و يكتسب فيها المهارات الاساسية والضرورية لتعلم القراءة و الكتابة و الحساب ، كما ينمو لديه التفكير و يتطور و ينتقل من التفكير الحسي الحركي الى التفكير الرمزي الشبه المحسوس ، ثم الى التفكير المجرد ، ثم تنمو القدرة على الاحاطة العقلية لبعض ظواهر المحيط مع اختفاء الطابع الموضوعي على ما يحيط به .
يكون المردود اللغوي للطفل قد تم اكتسابه في السنة السادسة من العمر فهو يكتسب (3000) كلمة ومع الدخول المدرسي يتعلم اللغة وتزداد المفردات التي يحصل عليها وهي (60) وهو الامر الذي يجعله يستطيع تركيب الجمل المركبة كما تنمو لديه القدرة على التعبير الشفوي ومن بعدها التعبير الكتابي هذا فيما يخص الطفل ما بين (6-9) سنوات اي في المرحلة الابتدائية اما فيما يخص الطفل ما بين ( 9-12) سنة فيستمر في هذه المرحلة نمو الذكاء وينتقل فيها الطفل الى التفكير المجرد حيث يستخدم المفاهيم والمدركات اي يصبح تفكيره واقعيا يتحكم في العمليات العقلية دون المنطقية مع ادراك الاشياء بوصفها والقدرة على تقدير الاقيسة والكميات وعندما يصبح الطفل في سن (12) سنة ينمو لديه التفكير الاستدلالي اي تظهر لديه اشكال فكرية اكثر استنتاجا واستقراءا وتطورا بمعنى اخر وبعدها يظهر التفكير التركيبي الذي يؤدي به الى استخدام المناهج لاستكشاف الواقع ثم بعد ذلك تنمو لدى الطفل بالتدريج القدرة على الابتكار.
تبينان معامل الارتباط بين الذكاء والتحصيل الدراسي اكبر في التعليم الاولي (الابتدائي والمتوسط) مما هو عليه في المراحل العليا (الاعدادي والجامعي) لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية و (0,50) لدى الطلبة الجامعيين.
اما عن كون هذه المعاملات جزئية وذلك لان التحصيل الدراسي يتأثر بعوامل اخرى غير الذكاء كما يعود انخفاضها في المراحل الدراسية العليا الى توقف التحصيل في الجامعة الى حد كبير, ويعود الى الاستعدادات الخاصة والميول والاهتمامات والاتزان الانفعالي.
لذا فان الطلبة ذوو الذكاء العالي يحصلون على درجات عالية ويستمرون في الدراسة لمدة اطول من ذوي الذكاء الضعيف.
ان البدائل جميعها تشير الى وجود متغيرات اخرى تتدخل في تحديد مستوى التحصيل الدراسي الى جانب الذكاء فقد يشير الذكاء في افضل حالاته الى امكانية الطالب الا انه لا ينبئ عما اذا كان هذا الطالب سيحقق الامكانيات ام لا.