اختلف الفلاسفة حول معنى الفلسفة واصل كلمة فلسفة يعود الى اللفظ اليوناني(فيلو سوفيا) ومعناه حب الحكمة والبحث عن المعرفة والحقيقة المطلقة المجردة. وتوسع العلماء في تعريفها فقالوا هي مجموعة من المعلومات في عصر من العصور, وبهذا يكون معنى الفلسفة نماء الفكر الناضج من خلال النظر والتأمل بهدف الوصول الى الحقائق. ونتيجة النظر والتأمل في الكون وعلته تكونت فلسفة الوجود ,ومن البحث في العقل وقدرته تكونت فلسفة المعرفة ,ومن البحث في طبيعة الحق والخير والجمال تكونت فلسفة المعرفة, وهذه هي اهم مجالات البحث والتفكير الفلسفي التي يسميها البعض الفلسفة العامة . لذا فأن الفلسفة هي نشاط منظم يرمي الى التحليل والنقد والتوضيح ليجعل من الحياة شيئا ذا معنى ,وكذلك هي طريقة الحياة التي يختارها الفرد لنفسه, والمنهاج الذي يتبعه. والقيم التي يؤمن بها. وبهذا انتهت الفلسفة الى كونها مجموعة الأفكار المترابطة في صورة مذاهب فكرية تتسق في بحثها عن الحقيقة الكونية وظواهرها الطبيعية والبشرية. يقصد بفلسفة المجتمع مجموعة الافكار المترابطة التي يؤمن بها المجتمع في صورة مذهب فكري, او سياسي محدد يميزه عن غيره من المذاهب الفكرية, او السياسية. كما يقصد بها ذلك الجانب من ثقافة المجتمع المتعلق بالمبادئ والاهداف والمعتقدات التي توجه نشاط كل فرد وتمده بالقيم التي ينبغي ان يتخذها مرشدا لسلوكه في الحياة. وتهدف فلسفة المجتمع الى تحقيق فهم افضل لفكرة الحياة, وتكوين المثل الشاملة حولها, كما انها تهدف الى تماسك المجتمع والمحافظة على شخصيته بين المجتمعات. وحتى يستطيع المجتمع المحافظة على فلسفته ونشرها فلا بد له من الاعتماد على فلسفة تربوية خاصة به تكون بمثابة الوسيلة لتحقيق الافكار والمثل والقيم والمعتقدات التي يؤمن بها ويحرص على تطبيقها في الحياة. ومن هنا كانت العلاقة وثيقة بين الفلسفة والتربية, لدرجة ان كبار الفلاسفة هم مربون, وان الحركات التربوية ليست الا وليدة المذاهب الفلسفية وان رجال التربية هم فلاسفة مثل:(سقراط وافلاطون وارسطو وابن سينا والفارابي) وغيرهم, فهم فلاسفة ومربون في ان واحد, ومما يؤكد هذه العلاقة ذلك الترابط القائم بين الغاية من التربية والغاية من الحياة, فالفلسفة تقرر غاية الحياة, والتربية تقترح الوسائل الكفيلة لتحقيق هذه الغاية , وان اختلاف الفلسفات ادى ويؤدي الى اختلاف انواع التربية التي شهدها العالم من قبل ويشهدها اليوم. فإذا كانت الفلسفة تقوم على الاتصال بالخبرة الانسانية لتحللها وتضع الاسس والمبادئ التي تنظم نشاطها وعملها, واذا كانت التربية هي خبرة انسانية وكانت عملية التربية هي نقل هذه الخبرات الانسانية الى الاجيال اللاحقة, فان فلسفة التربية هي تطبيق الطريقة الفلسفية في ميدان الخبرة الانسانية الذي هو التربية واذا كانت الفلسفة تعبر عن الافكار والتصورات المأخوذة من ثقافة المجتمع وتراثه فان التربية هي ذلك المجهود العلمي التطبيقي الذي يحول هذه الافكار والتصورات والمبادئ الى سلوك وممارسات يقوم بها الفرد في حياته, اي انه اذا كانت الفلسفة عملية فكرية تأملية فأن التربية عملية تطبيقية . لذا فان العلاقة بين الفلسفة والتربية والمجتمع علاقة وثيقة, واذا كانت التربية هي الخبرة الانسانية, والعملية التربوية هي نقل الخبرات الانسانية الى الجيل الجديد, فأن تطبيق النظرة او الطريقة الفلسفية في ميدان التربية هي ما نسميه بفلسفة التربية وهي التي تقدم الخدمات الارشادية والتوجيهية لإفراد المجتمع لتحقيق الاهداف المرسومة.