لكل مهنة في المجتمع الانساني قواعد اخلاقية لا بد من مراعاتها والالتزام بها من قبل المسؤولين والافراد العاملين فيها, وتعد هذه الاخلاقيات في المؤسسات التعليمية كمهنة من اهم المؤثرات في سلوك المربين لأنها تشكل لديهم الرقيب الذاتي والداخي , وتكون لهم مرجعية ذاتية يسترشدون بها في اعمالهم, وتقوم علاقاتهم مع الاخرين, وتساعدهم في اداء واجباتهم وتلبية حقوقهم , وان التزام المربين بتلك الاخلاقيات امر ضروري وواجب كبير اذ يتحدد انتمائهم لهذه المهنة بقدر التزامهم بقواعد واخلاقيات مهنة التعليم, وهو بذلك يشكل النماذج التي تجعل الطلبة يحتذون بها ويطبقونها في حياتهم العلمية والعملية. لذا تعد القيادة المؤثرة والمنبثقة من منظومة تربوية سليمة هي المحرك الفعال لنهضة الامم والشعوب وتقدمها والادارة الاكثر فاعلية للتغيير وصناعة المستقبل كما لها من اثار ايجابية في دفع حركة المجتمع وبنائه والارتقاء به. بما ان الامم ترتقي بالأخلاق فلا بد من مؤسساتها على مختلف انواع نشاطاتها ان تواكب هذه الاخلاق وتجسدها لكي تزدهر وترتقي وتتطور على شرط ان تتوافر وتسود فيها القيم والمبادئ والاخلاق, ويعد توافر السلوك الاخلاقي مكونا رئيسيا في القيادة, حيث ان السلوك الاخلاقي ضروري لنجاح الفرد كقائد في المؤسسة وخاصة المؤسسة التربوية والتعليمية, وان النماذج المتعددة الفاعلية التنظيمية والقيادية تؤكد بأن الاهتمام بالقضايا الاخلاقية يعد احد العناصر الاساسية للقيادة المؤثرة والفاعلة في عملية التقدم والتطور والرقي والرفعة. ان اخلاقيات وقواعد المهنة القيادية في المؤسسات التعليمية تساعد في بناء معايير مهنية طموحة للعاملين في هذه المؤسسات بدءا بهرم القياديين نزولا الى قاعدة الهرم من العاملين والمربين والطلبة. لذا فأن اخلاقيات المهنة تسهم في بناء سياسات مقبولة ذات مواصفات عالية في المؤسسات التعليمية وخاصة في الجامعات وكلياتها التربوية والتي توجه برامج اعداد(الطلبة/المعلمين) قبل الخدمة واثناءها, وترسم ملامح التقدم والتطور والرقي لمعلمي المستقبل, وتؤسس نظاما جيدا (للطلبة/المعلمين) لممارسة مهنة التعليم في المستقبل, وتجعل مهنة التعليم مهنة تنافس المهن الاخرى بل تتغلب عليها جميعا لان مهنة التعليم هي ام المهن وهي التي تهتم بتزويد المهن الاخرى بالكوادر العلمية والمهنية وهي تسهم في تحسين نوعية التعلم والتعليم. لذا وضعت العديد من الدول وثائق الخطة الاستراتيجية لتطوير اخلاقيات المهنة ومن بين هذه الدول (العراق) وان انشاء هيئات لتطوير اخلاقيات المهنة انعكس على تطوير اخلاقيات مهنة التعليم في المؤسسات التربوية والتعليمية. والتي من المهام الي تقوم بها هي وضع وثيقة اخلاقيات مهنة التعليم وقواعد السلوك للقياديين والمربين في هذه المؤسسات لكي تكون برامج عمل يطبقونها في ممارسة اعمالهم الموكلة لهم بأفضل طريقة. ان اهم حلقة من الحلقات المتتابعة في اخلاقيات المهنة والتي تشكل الاجراءات العملية لتحقيق المنظومة التربوية لمهنة التعليم وهي وضع المعايير المهنية للقياديين والمربين والطلبة, ومعايير سياسات القبول في الكليات التربوية في الجامعات, ونظام مزاولة المهنة, ووضع معايير برامج اعداد وتأهيل (الطلبة/المعلمين) قبل الخدمة واثنائها, وذلك لتكون مرجعية لهم في كافة المدارس الحكومية والخاصة في المستقبل مما يسهم في تحسين التعليم ومن ثم تحقيق الرؤية الطموحة لوزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي لرفع مكانة التعليم. ان مهنة التعليم من اسمى المهن واكثرها اثرا في تنمية المجتمع ومن هنا كان من الضروري التزام القياديين والمربين في المؤسسات التعليمية(التعليم الثانوي والتعليم الجامعي) بقواعد سلوك اخلاقية تحكم مهنتهم فمن مقاصد الرسالة السماوية ان يكون للإنسان خلق حسن وسلوك سوي يليق بكرامته. تعد مهنة التعليم ذات رسالة خاصة توجب على كافة المنتمين اليها اخلاصا في العمل وصدقا مع النفس والمجتمع وحفاظا على المال العام ويتوقع من العاملين في الحقل التربوي ان يؤمنوا بأهمية الالتزام بهذه الرسالة التي تقوم على تربية وتنشئة الاجيال وتعليمها بما يتلاءم ومنظومة القيم والاخلاق في المجتمعات العربية الاسلامية على نحو الاصالة والعراقة والوطنية. يلتزم العاملون في مهنة التعليم بالأخلاق الحميدة المنبثقة من عقيدتهم وثقافة مجتمعهم فهم قدوة ونماذج يحتذي بهم كافة افراد المجتمع وليس الطلبة فحسب بجانب ممارسة حياتهم الاعتيادية كمواطنين عراقيين وعرب في الوطن العربي الكبير ويساهمون في خدمة قضايا مجتمعاتهم العربية الاسلامية بدرجة عالية من الاخلاص والثقة المتبادلة ويؤمنون بان السلوك المنضبط والاخلاق الحميدة هي الدرع الواقي وصمام الامان للحفاظ على شرف المهنة وهوية المواطنة والوطنية الخالصة والانتماء للوطن والبلاد العربية وتحقيق القومية العربية.