تعد اللغة الاداة الفاعلة في عملية التواصل بين الكائنات بشكل عام والانسان بشكل خاص لأنها تمكنه من الاتصال بالاخر وتبادل المصالح معه وذلك لان الانسان كائن اجتماعي لا يستطيع ان يوفر لنفسه كل متطلبات العيش دون التواصل مع الاخرين فمن المفترض ان تكون اللغة العربية الفصحى هي وسيله التواصل الحياتي للمجتمعات في الدول العربية ولكن يبدو انها تأثرت نتيجة تداخل المجتمعات واختلاف مكوناتها والتحولات او التطورات التكنولوجية التي احرزت انعكاساتها على اللغة العربية ولذلك فان وسائل الاتصال كثيرة ومتعددة من خلال اللغة العربية واهتماماتها بالعلوم الاخرى الإنسانية والعلمية. ارتبط العلم اللغوي وفروعه بمجموعة من العلوم من بينها علم الاتصال والاعلام الذي ترجمت اللغة من خلاله على انها ذات وظيفة مهمة في الابلاغ المتمثل في المعاني والدلالات التي تعرف بالإشارات الصوتية وينظر علماء الاتصال الى اللغة على انها اهم نسق من العلامات وادوات التواصل التي عرفها الانسان التي تساعد على التفكير والتعبير عن الذات كما يظهر دور اللغة في العملية التواصلية من خلال قدرتها على افهام الجمهور ونقل المعلومات والافكار ، الشيء الذي يزيد من اهميته في عملية العلوم والمعارف والاعلام. وتعدل الوظيفة الأساسية للغة هي وظيفه اعلامية وقد حققت اللغة مجموعة مصالح انسانية لا حصر لها ، منها انها مكنت الانسان من القدرة على التطوير وترجمة الافكار الى كلام وتأطير عناصر البحث العلمي كما اسهمت بقوة في نشأت المعرفة الإنسانية وتكوينها وتطويرها ، ومنظمت مستوى النشاط الكلامي كما شكلت اللغة نسقا من العلاقات التي تساعد على التفكير والتعبير عن الذات وهي اداة ذات قدرة فائقة على التأثير والاقناع ونقل المعلومات كما انها اداة للاتفاق على الدلالات التي تحملها البننى الكلامية ومن اكثر الانجازات التي تسجل للغة هي انها حفظت تاريخ البشرية ، كما استطاعت ان تسجل لنا تجارب الانسان في كافة مجالات الحياه الاجتماعية والفكرية. وتتأثر اللغة بحضارة الامة ونظمها وتقاليدها واتجاهاتها العقلية ودرجة ثقافتها وشؤونها الاجتماعية والاقتصادية وغيرها فكل تطور بحت في ناحية من هذه النواحي الا وينعكس تأثيره في اداء التعبير ولذلك تعد اللغات اصدق سجل لتاريخ الشعوب. فكلما اتسعت حضارة امة نهضت لغتها وسمت اساليبها وتعددت فيها فنون القول ودخلت فيها الفاظ جديدة عن الطريق الواضح والاشتقاق والاقتباس او الافتراض للتعبير عن المسميات والافكار الجديدة فتحيا هذه اللغة وتتطور عبر الزمن وتصبح اكثر مناعة وصلابة ضد اي صراع لغوي مع اللغات الاخرى واللغة العربية اصدق مثال على ما نقول بحيث اصبحت بعد فتره وجيزة من نزول القران الكريم لغة العلوم العلمية( كالطب والكيمياء والفلك والتفسير والكلام) ، بل غدت لغة العلم الاولى التي لا تضاهيها لغة في القرون الوسطى وخلقت اثارا تشهد بعبقرية علماء العرب المسلمين على مر العصور والتاريخ.