يلعب الإنترنت في وقتنا الحالي دورًا كبيرًا في انتشار الكثير من الظواهر سلبية كانت أو إيجابية ليكون الإنترنت بمثابة سيف ذو حدين. من خلال هذا العالم الافتراضي ، ظهرت العديد من الممارسات ، منها جيدة ومفيدة سهّلت على الإنسان الحياة و أخرى منحرفة و ضارة للاستخدام البشري، وهذا ماجعل الكثير من الباحثين مهتمين بدراسة الانحراف المرتبط بـ الإنترنت. لقد أصبح من المألوف اليوم أن كل شيء تقليدي يتطابق مع شيء رقمي أو تقني بما في ذلك المخدرات حيث ظهر مؤخرًا نوع جديد من الأدوية يُعرف باسم الأدوية الرقمية أو المخدرات الرقمية، في الغالب تبدأ بالفضول حتى يصبح إدمانًا يستنفذ الصحة ويضيع الوقت. فالأدوية الرقمية هي مجموعة من النغمات التي يمكن سماعها من خلال سماعتين كل واحدة في أذن واحدة ، حيث يتم إرسال ترددات صوتية معينة في الأذن اليمنى وترددات طبقة الصوت المنخفضة إلى الأذن اليسرى هذه الترددات أو الموجات الصوتية غير، مسموعة للأذن و تسمى الضوضاء البيضاء، وهي مغطاة بإيقاعات بسيطة تغطيها صوت الأمواج غير المرغوب فيها لذا فإن الدماغ يقود إلى توليد موجات بطيئة مثل موجات (ألفا) ، أي المرتبطة بحالة الاسترخاء والموجات السريعة مثل موجات(بيتا )، والتي ترتبط بحالة اللاوعي ومصحوبة بالهلوسة وفقدان التوازن في النواحي الجسدية والنفسية والعقلية، فعندما يحاول الدماغ الجمع بين الترددين في الأذنين كليهما وعلى مستوى الصوتين نفسهما، يمكن أن تتسبب هذه العملية في حدوث توزيع وظائف المخ بالنسبة للإشارات الكهربائية التي يرسلها، وفي هذا الصدد يمكن لتجار الأدوية الرقمية التحكم في كمية الاضطرابات والإشارات الكهربائية لخلق النشوة المرغوبة لكل مستخدم. في الواقع يمكن أن يكون لهذه الترددات الشيء نفسه تقريبًا لتأثير الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم او الحقن أو الاستنشاق. وبعبارة أخرى يمكن أن تسبب هذه الترددات التأثير نفسه في تعاطي الكوكايين ويؤدي إلى مستوى النشوة نفسها، وانتقال نوع من الترددات تسبب التأثير النفسي نفسه أثناء استهلاك عقار حقيقي. لذلك لا يمكن رؤية الأدوية الرقمية أو تذوقها أو حتى لمسها ، كل ما تحتاجه هو كمبيوتر محمول أو هاتف ذكي. هناك انتشار كثيف وواسع من التطبيقات والمواقع التي يتم الترويج لهذا النوع من الأدوية إذ توفر هذه المواقع القدرة على الاختيار من بين النغمات الموسيقية المختلفة،إذ يختلف وقت النغمات حسب المطلوب في كل حالة و يبدأ من 15 دقيقة إلى 40 أو 50 دقيقة يقوم فيها المستمع بفصل نفسه عن العالم الخارجي بإغلاق عينيه ووضعه سماعات الرأس قيد التشغيل ، وإطفاء الأنوار وإغلاق كل ما يحيط بهم. يُعدُّ أول ظهور لهذه التقنية كان في أوكلاهوما سيتي في الولايات المتحدة. إذ تم النشر في وسائل الإعلام لمجموعة من الطلاب الذين ظهرت عليهم أعراض النشوة والسكر ، رغم عدم تعاطيهم أي نوع من المخدرات أو الإدمان على الكحول بل كل ما يفعلونه هو الاستماع إلى نوع معين من الموسيقى بصوت محدد من الترددات. وعند التحدث عن وسائل مكافحة المخدرات الرقمية ووضع آليات للمعالجة لحماية المراهقين والحفاظ عليهم يتم من خلال المرشد التربوي وأهمیة وكفاءة أداءه لدوره المهم والفاعل الذي لايتم بمعزل عن الاسرة والمجتمع ككل، ذلك أن العلاقة التبادلیة التكاملیة بین وحدة بناء المجتمع الأولیة والأساسیة) الأسرة والمرشد التربوي (والشكل المتكامل للبناء)المجتمع هي علاقة الجزء بالكل الذي ان صلح صلح الكل وأن ضعف ضعف الكل ،لذلك تعتبر البیئة المجتمعية بكل عناصرها السیاسیة والثقافیة والاقتصادیة والمحیط الاجتماعي بمختلف تأثیراته عوامل أساسیة موجهة لوظائف وأدوار الأسرة، ومؤثرة في فاعلیة الأداء للأسرة. وان توحيد الجهود من قبل المؤسسات الرسمية وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، بهدف تبني مبادرات حول اقامة الندوات وورش العمل للطلبة والتي بموجبها يتم تزويد المراهقين بثقافة الاتصال الواعي بوسائل الاتصال الحديثة وضرورة التركيز حول الاخذ بمبادئ الاستخدام الآمن للانترنيت وكذلك دور الاسرة والدعم المعنوي للمراهق والتعامل معه كونه مريضا وليس مجرماً.