المقال الاسبوعي

(القيادة التربوية ودورها في التعليم)

الاستاذ الدكتور
إياد هاشم محمد
عميد كلية التربية المقداد
القيادة هي الجهد أو العمل المبذول للتأثير في الناس ، وجعلهم يتعاونون لتحقيق الأهداف التي يرغبون في تحقيقها ويجدونها صالحة لهم جميعا ، وهم يرتبطون ، معا في مجموعة واحدة متعاونة ، والقائد هو الشخص الذي يستطيع أن يجعل الآخرين يتبعونه ويستطيع بذلك أن يؤلف بين قلوبهم ويجعلهم يثقون به ويستطيع أن يتعامل معهم ويتحدث بمستوى لغتهم ليفهموه ، ويساعدهم للتوصل لاتخاذ قرارات معينة بشأن المشاكل التي تصادفهم.
فالقيادة هي العملية التي تتم عن طريقها إثارة اهتمام الآخرين وإطلاق طاقاتهم وتوجيهها نحو الاتجاه المرغوب وكذلك المحافظة على روح المسؤولية بين أفراد الجماعة وقيادتها لتحقيق أهدافها المشتركة وهذا يعني ان القيادة تعني التأثير والتأثر ، تأثير الشخص الذي يعد نموذجا أو قدوة لاتباعه متأثرين مستجيبين لقراراته بغض النظر عن نوع التنظيم الذي يجتمعون فيه إذ يبقى تأثير القائد عليهم.
فالقيادة اجتماعية شانها شان غيرها من ظواهر المجتمع المختلفة تنشأ تلقائيا عن طبيعة الاجتماع البشري وتؤدي وظائف اجتماعية ضرورية وهي تتناول أيضا ألوانا من النشاط الاجتماعي والاقتصادي والديني والأخلاقي اي بمعنى ان القيادة تنطوي على علاقة اعتمادية متبادلة بين من يبدأ بالفعل ، وبين من ينجزه ، وان هذه العلاقة يترتب عليها تمثيل دورين متباينين يمثل الدو الأول : من يتولى القيام بالعمل وهو القائد ووظيفته إعطاء الأوامر ، وهذا حق يقتصر عليه ، ويمثل الدور الثاني من ينجزون العمل ووظيفتهم تنفيذ الأوامر وهذا واجب عليهم ، ويمكن القول إن القائد هو فرد من أفراد الجماعة إلا أنه يمتلك من السمات والقدرات التي تميزه عن غيره ، وتجعله قادرا على التأثير في الآخرين ، وتوجيههم نحو تحقيق الأهداف.
لذلك فأن القائد هو ذلك الشخص الذي يحصل على ولاء الاخرين الذين يرغبون في اتباعه ، أما القيادة هي ذلك النشاط الذي يمارسه شخص للتأثير في الاخرين وجعلهم يتعاونون لتحقيق بعض الأهداف التي يرغبون في تحقيقها.
إن التربية في العصر الحديث هي عملية تغيير وتطوير لها آثارها الايجابية في دفع حركة المجتمع وبنائه والارتقاء به ولذلك فهي تتبوأ المقام الأول من بين الوسائل والإجراءات العديدة التي يستخدمها المجتمع في عملية التقدم والبناء ويتوقف نجاح التربية والتعليم من خلال أداء المهمات الإدارية التي تمثل القيادة المسؤولة عن سير العملية التربوية ، والتعليمية وتوجيهها بما يحقق الأهداف المرسومة لها.
تعد القيادة العنصر الرئيسي للعملية الإدارية التربوية ، والتي تنبع أهميتها من أهمية الدور الذي تؤديه في المؤسسة التعليمية وما له من تأثير في جميع الجوانب العملية الإدارية والتربوية ويتوقف نجاح الإدارة التربوية في تحقيق أهدافها على قدرات القائد وخصائصه وإمكاناته في توجيه العمل ورعاية العاملين (المدرسين والموظفين) ، فالقائد هو ذلك الشخص الذي يتمكن من تقديم العون والمساعدة للعاملين معه وتعني القيادة وجود علاقة مباشرة بين شخص يوجه هو القائد واخرين هم المرؤوسين يقبلون طواعية التوجيهات والقرارات من اجل الوصول الى الاهداف الموضوعة.
تتولى القيادة التربوية المسؤولية الكاملة لتحقيق العملية التربوية والتعليمية لاهدافها ، وذلك من خلال قيام جميع العاملين المدرسين والموظفين في المؤسسات التربوية والتعليمية بالأعمال والواجبات المنوطة بهم ، والقيادة التربوية لا تقتصر على من يشغل المركز القيادي بحكم وظيفته الرسمية بل إنها تنبثق من الجماعة وهذا يعني ان القيادة ملازمة للجماعة إذ لا يمكن لاية جماعة ان تحقق أهدافها دون أن يكون هناك قائد يوجه نشاطاتها ومهماتها كما لا يمكن لأي قائد أن يؤدي دوره القيادي دون وجود الجماعة وتظافر جهودها.
أن دور القيادة التربوية اجتماعي تربوي يقوم به المربي أثناء التفاعل مع جماعة من العاملين مدرسين وموظفين وكذلك مع جماعة من الطلبة ويتسم هذا الدور بان المربين لهم القوة والقدرة على التأثير في الطلبة وتوجيه سلوكهم في سبيل تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية ، وكذلك فإنها نشاط اجتماعي هادف يدرك فيه القائد انه عضو في جماعة يرعى مصالحها ويهتم بأمورها ويقدر أفرادها ويسعى إلى تحقيق مصالحها عن طريق التفكير والتعاون المشترك في رسم الخطط وتوزيع المسؤوليات حسب الكفايات والاستعدادات البشرية والإمكانات المتوفرة.