اصبحت عملية التحول المجتمعي بفعل التكنولوجيا الحديثة عموما, وتكنولوجيا المعلومات بصفة خاصة وهي سلسلة من القفزات النوعية الحادة ذات الطابع المتقطع التي يصعب التنبؤ بها , ففي السابق كان البريد والهاتف هما وسيلتا الاتصال الرئيسية, حتى ظهرت الحاسبات التي غيرت مسار الاتصالات حيث سهلت مهام الافراد في عصر تكنولوجيا المعلومات ,فأصبح من السهل الحصول على المعلومات بشكل منظم وسريع من خلال الحاسبات الشخصية.
لذا ظهرت فيما بعد شبكة الانترنت لتصبح في مقدمة انجازات التقدم العلمي والتكنولوجي دون منافس يذكر ,حيث ربطت هذه الشبكة الافراد ببعضهم البعض في جميع انحاء العالم , لتجعل من العالم قرية صغيرة اذ تحوي تلك التقنية كما هائلا من المعلومات تشمل كافة مناحي المعرفة الانسانية من علوم وتكنولوجيا وعلوم انسانية واعلام واعمال تجارية ومصرفية والعاب ووسائل ترفيهية وغيرها وقد تميزت شبكة الانترنت من بين وسائل الاتصال في سهولة الاستخدام وسرعة الانتشار اذ يستطيع الفرد العادي ان يبحر بين صفحاته بسهولة ويسر.
ولا شك ان التقدم التكنولوجي الهائل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي يميز العصر الحديث يجعلنا ان نطلق على هذا العصر , العصر الرقمي , مما يشير الى اتساع نطاق استخدام الانترنت واعتباره السمة المميزة لهذا العصر, ورغم الفائدة العظيمة التي قد تحققها شبكة الانترنت في كافة مجالات الحياة الا انها في الوقت ذاته تشكل خطرا على مستخدميها اذ ان هناك جدل متواصل حول مساهمة الانترنت في انخفاض العلاقات الاجتماعية فكثيرون يرتبطون بالشاشة لمدة طويلة لأنها توفر لهم التعليم والتسلية والتشويق وتبادل الرسائل والحوار ومشاهدة الافلام وقراءة الكتب وما يتبقى من يوم الفرد يكاد يقتصر على النوم والاكل الذي يتحول الى النوع السريع ويكون اكثر انشغاله على الشاشة.
لقد فتح الانترنت الباب امام تدفق المعلومات وتحويل العالم الى حجرة مدرسية يتعلم فيها كل ابناء الكرة الارضية وهكذا راح عشاق الانترنت ينعزلون شيئا فشيئا عن محيطهم الاجتماعي وتحولوا الى موسوعة معلومات تجهل ابسط سبل الاتصال الانساني الطبيعي فقد اصبحت علاقاتهم وصداقاتهم تنحصر خلف شاشة الاجهزة المحمولة واصبحوا يفتقرون الى التواصل المباشر مع عامة الناس, نتيجة لعلاقاتهم المنتقاة من عالم يسمح لهم بدمج الخيال مع الحقيقة فبات من الواضح ان شبكة الانترنت العالمية بدأت تكشف عن امور خطيرة حيث تؤدي الى اثار سلبية قد تكون مدمرة.
ومن المعروف انه اذا تم استخدام الانترنت كأحد وسائل الاتصال الحديثة ومن اجل زيادة المعرفة فأن ايجابيات ذلك قد تكون اقل من سلبيات الانترنت فيما اذا تحولت الى وسيلة بديلة عن الاختلاط الحقيقي الفعلي المباشر بالأخرين, اذ ان عدم الاتصال والتفاعل والاختلاط الحقيقي يرتبط مع انخفاض صحة الفرد النفسية والجسمية ورغم كل الايجابيات العديدة والمهمة للإنترنت لكنها تنطوي على الكثير من السلبيات لو تم استخدامه بصورة غير صحيحة لاحتوائه على مواقع سيئة للشباب وزيادة الجرائم التي ترتكب من خلاله وعليه يجب المتابعة المستمرة من قبل الاسرة لأبنائها والتوعية المستمرة في وسائل الاعلام .
دور تكنولوجيا المعلومات
في تطوير المجتمع
دور تكنولوجيا المعلوماتفي تطوير المجتمع