مقال للسيد عميد كلية التربية المقداد “النظرية البنائية والتعلم”Constructivis Theory

ان الجانب النفسي والتربوي يهتمان بالنظرية البنائية على انها عملية إعادة بناء الطلبة لمعاني جديدة داخل سياق معرفتهم آلانية مع خبراتهم السابقة وبيئة التعلم وهي تمثل كل خبرات الحياة الحقيقية والخبرات السابقة الى جانب بيئة التعلم والتي تمثل العمود الفقري للبنائية ، وهي الكيفية التي يتم من خلالها تنمية العمليات العقلية وتطويرها وتوظيفها واستعمالها.
وتركز النظرية البنائية على القاعدة التي تقول ان المعرفة لا يستقبلها الطالب بجمود ولكنه يبنيها بفهمه الفعال للموضوع ، اي ان الافكار لا توضع بين ايادي الطلبة ولكن عليهم بناء مفاهيمهم المعرفية بانفسهم وان المعرفة تتولد لديهم من خلال تفكيرهم ونشاطهم الذاتي.
ان النظرية البنائية لها اكثر من منظور في التعلم وبشكل عام تؤكد على ان الطالب يفسر المعلومات والعالم من حوله بناء على رؤيته الشخصية ، وان التعلم يكون من خلال الملاحظة والمعالجة والتغيير او التأويل، ومن ثم تتم الموائمة والتكيف للمعلومات بناء على البنية المعرفية لدى الطالب ، وان تعلم الطالب يتم عندما يكون في سياقات حقيقية واقعية وتطبيقات مباشرة لتحقيق المعاني لديه، وان الطالب تكون معرفته بنفسه اما بشكل فردي او جماعي بناء على معارفه الآنية وخبراته السابقة ، ولا يكون ذلك الا عن طريق التعلم النشط لذا اصبح التعلم عملية عقلية داخلية تتضمن البنى المعرفية واعادة تشكيلها نتيجة للتفاعل بين الطالب والمدرس والبيئة ، والتي تساعد على حدوث التعلم ، وظهوره على هيئة أنشطة ومدركات ومفاهيم.
ان التعلم حسب النظرية البنائية هو عملية ابداع للمعرفة ، وهي عملية عقلية قد تحدث تغييرات مشابهة لتلك التي تحدث في تاريخ العلم ، وان التعلم لا يكون بنائيآ ما لم يكن الطالب نشطا وذلك بان يبذل جهدا عقليا للوصول او اكتشاف المعرفه بنفسه.
وقد ظهرت افكار النظرية البنائية بشكل واضح في كتابات (بياجيه piaget) الذي اكد على كيفية تعلم الطالب، ويرى ان التطور المعرفي للطالب هو نتيجة طبيعية لتفاعله مع البيئة ، ويكتسب انماطآ جديدة من التفكير يدمجها في تنظيمه المعرفي ، ولكل طالب اسلوبه في ترتيب وتنظيم المعرفة في البنى المعرفية له بأنظمة متناسقة ومتكاملة وان الفعالية التي يبديها الطالب خلال تعامله مع محيطه المادي هي التي تطور بنياته المعرفية. غ
وقد اكدت النظرية البنائية حسب رأي (بياجيهpiagat) على ضرورة اعتماد الاستراتيجيات والطرائق التدريسية على التطور الطبيعي للطلبة ، وعلى مشاعرهم واحاسيسهم ، وبذلك تؤكد على أهمية الحواس كأدوات للتعلم، وتنادي بربط مناهج التعليم بخبرات الطلبة التي تتوافق مع البيئة التي يعيشون فيها.
ومن نتائج النظرية البنائية بشكل عام وآراء ( بياجيه piaget) بشكل خاص، ظهر اثرها وصداها على المناهج المدرسية، وطرائق تدريسها ، إذ تؤكد على الاستراتيجيات والطرائق التي تشجع على البحث العلمي، وكذلك على التقصي الاكتشاف ، ويتم ذلك من خلال إعطاء الطلبة اسئلة لتنشيط المعرفة الخامدة في الاذهان للوصول الى بناء الاستعداد القبلي وتنظيمه ، لذا فان النظرية البنائية تؤكد على ضرورة الأخذ او استخدام استراتيجيات تعليمية تتضمن نشاطات متنوعة لطرح الأسئلة واستخدام أنشطة تعتمد على التقنيات الحديثة كاستخدام السبورة الذكية او الحاسوب.
لذا فان النظرية البنائية تعتمد على المبادئ الآتية :
*معرفة الطالب السابقة هي المحور التي تتركز عليها عملية التعلم ، لان الطالب يبني معرفته في ضوء خبراته السابقة.
*ان الطالب يبني معنى لما يتعلمه بنفسه ذاتيآ ، ويتشكل المعنى داخل بنيته المعرفية من خلال تفاعل (حواسه) مع العالم الخارجي (البيئة الخارجية).
- لا يحدث التعلم ما لم يحدث تغيير في بنية الطالب المعرفية ، حيث يعيد تنظيم الافكار والخبرات الموجودة لديه عند دخول المعلومات الجديدة.
- ان التعلم يحدث على أفضل وجه عندما يواجه الطالب مشكلة أو موقف أو مهمه حقيقية واقعية.
- لا يبني الطالب معرفته بمعزل عن الاخرين ، بل يبنيها من خلال العلاقات الاجتماعيه معهم.
اذن لابد من استخدام الاستيراتيجيات الحديثة والطرائق التدريسية الفعالة والتي تتضمن مجموعة من الأنشطة العلمية المتنوعة والتقنيات الحديثة وتكنولوجيا المعلومات ، والتي تهتم في تقديم المعارف والمعلومات العلمية بأساليب واشكال مختلفة لتنمية خبرات الطلبة المعرفية من خلال تزويدهم بالخبرات التي تدفعهم الى التقصي واسكتشاف المعارف الجديدة بوسائل وأنشطة مختلفة لكي يصبح الطلبة مسؤولين عن تعلمهم بالاعتماد على انفسهم (التعلم الذاتي) ليتم زيادة البنى المعرفية لديهم لكي ينتقلوا من الاعتماد الكامل على المدرس ويصبح دور المدرس( الميسر للتعلم) والموجه للطلبة . الاستاذ الدكتور
إياد هاشم محمد
عميد كلية التربية المقداد
