ينبغي على المعلم ان يتعرف على أوجه النشاط القرائي والتي تقع تحت ثلاثة انواع رئيسية وهي : القراءة التي تهدف الى تنمية مجموعة من المهارات, والقراءة بقصد المتعة الذهنية, والقراءة الوظيفية. أما القراءة التي تهدف الى تنمية مهارات معينة فهي التي يقصد بها تنمية مهارة الطالب في العمليات الآلية للقراءة , ومنها تمييز عدد كبير من الكلمات بمجرد النظر اليها , ومهارة تمييز الكلمات غير المألوفة , وتنمية العادات السليمة في النظر الى الكلمات خلال السطر , او الامساك بالكتاب والجلسة الصحيحة اثناء القراءة , وتقوية السرعة والطلاقة في القراءة الصامتة , وحُسن الاداء في القراءة الجهرية . وكذلك يهدف هذا النوع من القراءة الى تنمية قدرة الطلبة على فهم المادة التي يقرؤنها , ويشمل ذلك كسب ثروة وافرة من الالفاظ الصحيحة , والقدرة على فهم المقصود من العبارات والجُمل والفقرات والقطعة الكاملة , وقدرة الاجابة عن الاسئلة , واستخلاص الفكرة الاساسية مما يقرأونهُ , ومتابعة حوادث القصة او الخبر او الموضوع واتباع التعليمات بدقة , وتذكُر المادة المقروءة . أما القراءة بقصد المتعة الذهنية فتشمل تنمية الرغبة في القراءة على انها نشاط تلقائي يقوم به القارئ في اوقات فراغه , وتنمية قدرة الطالب على اختيار المادة التي يجد في قراءتها متعة ولذة , ويُحسن تذوق ما فيها من المعاني المختلفة , وتنمية القدرة على القراءة الجهرية التي يستفيد منها السامع ويميل اليها . واما القراءة الذهنية بقصد المتعة الذهنية فتشمل تنمية الرغبة في القراءة على انها نشاط تلقائي يقوم به القارئ في اوقات فراغه, وتنمية قدرة الطالب على اختيار المادة التي يجد في قراءتها متعة ولذة, ويحسن تذوق ما فيها من المعاني المختلفة , وتنمية القدرة على القراءة الجهرية التي يفيد منها السامع ويميل اليها. وأما القراءة الوظيفية فهي التي تهدف الى تنمية قدرات معينة لدى الطالب اهمها القدرة على معرفة موضع مادة معينة من مواد القراءة , كأستعمال المعجم او الفهرس او دائرة المعارف او فهارس المكتبة , والقدرة على التصفح بحثاً عن معلومات معينة , كذلك القدرة على فهم المقروء وبخاصة في بعض المواد الدراسية المعينة كمسائل الحساب , والخرائط , والمصورات والرسوم البيانية . ومن هذه القدرات ايضاً القدرة على اختيار مادة القراءة , والقدرة على تنظيم المقروء بتلخيصهِ او اعطاء فكرة مجملة عنهُ . ان دروس القراءة في مدارسنا لا تهدف الى اهداف واضحة مرسومة , فهي من المطالب المدرسية التي يقوم الطلبة بإدائها في صورة غير فاعلة لاتحقق اكثر من القراءة الجهرية في اغلب الاحيان , وهي من الاعمال التي يؤديها المعلم غالباً دون ان يرسم لكل درس هدفهُ او يعين انواع القدرات التي يجب ان يخلُقها في طلبتهِ او ينميها لديهم , ولكل قدرة وسائل خلقها او تنميتها . ولذلك فإن الجهد في دروس القراءة محدود متكرر والابتكار فيها يُكاد يكون معدوماً . لذا فان المناهج في حاجة شديدة الى توضيح الوظائف الرئيسية التي ينبغي ان تؤديها القراءة وبخاصة في المرحلة الابتدائية , وتوجيه طرائق التدريس الى تحقيق تلك الوظائف . والواجب الذي يقع على المعلم ان يكشف اهم نواحي الضعف التي يعانيها الطلبة في القراءة , ويبين اسبابها و وسائل علاجها بما يبصرهُ بحقيقة موقفه من طلبتهِ ويوضح طبيعة عملهم وانواع التدريبات المختلفة التي تمكنهُ ان يقوم بها لتدريبهم على اللغة بشكل عام والقراءة الواعية بشكل خاص , لتحويل دروس المطالعة مجالاً لانواع متعددة من النشاط اللغوي الذي يتيح لهم فرصة الدراسة الحيوية الفعالة التي تجعل دروس القراءة يتخللها التنوع والابتكار . ان تدريس القراءة عملية فنية تتطلب دراسة الصعوبات التي يتعرض لها الطلبة عند بدأ التعلم والعمل على أزالتها حتى لايصعب التخلص منها فيما بعد , ويجب الاعتماد على المعلم بإن يكون قادراً على كشف هذه الصعوبات وعلاجها ويعرض سلسلة من الاختبارات التي تُشخص عيوب القراءة لدى الطلبة سواء أكانت هذه العيوب في القراءة الجهرية أم في القراءة الصامتة لاستعمال الاساليب الملائمة والتي يتبعها لمعالجة هذه العيوب .. ولا شكَ ان ذلك كُلهُ يتطلب من المعلم ان يدرُك ادراكاً حقيقياً لطبيعة عملية القراءة واعداداً وافياً لكل مرحلة من مراحلها و دقة واعية في ملاحظة طلبتهِ او الوقوف على جوانب صُنعهم والعمل على معالجتها في صبُر واناة لكي تتحقق لديهم القراءة الواعية والفاعلة والمبتكرة