يرتبط التفكير بالتجارب الواعية التي يمر بها الانسان وكيفية تعامله مع المتغيرات والظروف المحيطة به ومهارته في فهمها وربطها وتحليلها واستيعابها والتفاعل معها في مجال حل الازمات وتلبية الحاجات والرغبات وإدراك الأمور. والتفكير الابداعي هو عبارة عن قدرة الفرد على الإنتاج إنتاجا يتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية ، والمرونة التلقائية ، والأصالة . وتعتبر ممارسة مهارات التفكير الإبداعي للفرد جزءًا مهمًا من الحياة، بغض النظر عن المجال الذي يعمل فيه ذلك الفرد. فالإبداع والابتكار مهارة يمكن تطويرها بالتدريب المناسب اضافة الى الاستفادة من تقنيات معينة لإنشاء حلول مبتكرة. في السنوات الأخيرة، تم تقدير الإبداع باعتباره قدرة عالمية يمكن تطبيقها في مواقف الحياة اليومية، باعتبارها قدرة الذكاء البشري بدلاً من الذات. يعرّف ستيرنبرغ الإبداع بأنه عمل تخيلي تم تصميمه من أجل إنتاج نتائج أصلية وذات قيمة. كما أن الحداثة ضروة حتمية بدلاً من الابقاء على الاصالة مما يعني أن “فكرة شخص ما لا يجب أن تشير إلى التفكير الذي لم يفكر فيه أي شخص من قبل”. يجب أن يكون هذا التفكير جديدًا لذلك الفرد، وليس بالضرورة للمجتمع ككل. ولذا فان التفكير الإبداعي مهارة، مثل أي مهارة أخرى، تحتاج إلى تمرين مستمر لتبقى حادًة ويتم ذلك من خلال تعريض الفرد لنفسه بانتظام للمواقف التي تحتاج فيها إلى فكرة جديدة وتحيطها بأشخاص متشابهين في التفكير لتحقيق هذا الهدف وتصبح العملية أسهل باستخدام تقنيات معينة تساعد في الحصول على العقلية الصحيحة وتوفر الهيكل الأساسي للوصول إلى أفكار جديدة عند الطلب.. وإن تطوير مهارات التفكير الإبداعي مفيد في كل مجالات العمل من اجل التوصل الى الحلول للمشاكل اليومية التي تنشأ، والإبداع أمر في غاية الأهمية للتوصل الى مخارج وحلول لاي عوائق تعتري العمل. وفي عصرنا اليوم وما احدثته التكنولوجيا من تطور لم يعد هدف المقررات والمناهج المدرسية تلقين الطلاب والتلاميذ المعلومات بأسلوب مجرد ومحفوظ كما كان شائعاً في الفترات التعليمية القديمة، بل أصبح التعليم يطمح إلى تنمية المهارات والأفكار المختلفة لدى التلاميذ حتى تعود عليهم بالنفع والفائدة ، لذا يتطلب منا قدرة فائقة وجهود كبيرة تبذل من اجل تنمية عقول مفكرة وقادرة على صناعة أفكار مميزة تواجه المشكلات المختلفة، لذلك تُوجد حاجة ملحة إلى تدريب فئات مختلفة من المجتمع بما في ذلك فئة طلاب المدارس والجامعات على كيفية التفكير والإبداع والإنتاج والنقد لأنّهم اللبنة الأساسية في المجتمع وبناته.