اجتاحت مجتمعنا العديد من المقومات المساعدة على انتشار نمط التعصب والتطرف بين افراده وفي مقدمة هذه المقومات هي وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية واصبح نمو هذه الأنماط السلوكية بين طبقات المجتمع يزداد ويتسع ليصبح جزء من ايديولوجيتها الحضارية والاجتماعية تغذي افراد المجتمع ليصبح متوارثا عندها ونجد امر التغيير صعبا.
واللافت للنظر نجد شبابنا اليوم ينجذبون الى افكار التعصب والسبب الرئيسي في ذلك هو توفر التقنيات والتكنولوجيا التي يساء استخدامها من هؤلاء الشباب وان التعصب هو التمسك بانتماءات ومعتقدات خاصة وهو ايضا شعور داخلي يجعل الأنسان متشدد في رايه ويرى الآخر باطل بلا برهان او دليل ويظهر شعور وممارسات تعبر عن عدم الاعتراف بحقوق الآخرين وعدم الايمان بمبدأ الرأي والرأي الاخر وكل ذلك ربما يقود الى العنف , لذا انتقل الناس من العالم الواقعي الى العالم الافتراضي وانتقلت معهم الجرائم والسلوك المنحرف.
ان معالجة التعصب والتطرف الفكري باعتبارهما من السلوك المتعلم فهما يحتاجان الى المتابعة والتوجيه والرعاية والاهتمام وان مثل هذا السلوك يحتاج الى الكثير من الوقت والجهد حتى يحصلوا على الاقناع بالإقلاع عن هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا.
ان المعلومات والبيانات التي تدور حول التعصب والتطرف الفكري مثلها مثل أي سلعة ذات قيمة عالية وهي عرضة للجريمة والعنف والاعتداء على الاخرين وتزداد هذه الجرائم يوميا لذا لا بد ان تهتم وسائل الاعلام والباحثين لإيجاد الحلول الرادعة لها ، وان تاخذ المؤسسات التعليمية دورها في الحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها من خلال تفعيل التواصل مع الاسرة وتعزيز فلسفة الحوار مع الطلبة وتوفير البيئة الملائمة لهم وخلق جيل يمتلك الضمير الجماعي الذي يقاوم كل انواع التعصب والتطرف الفكري والتصدي لهما لكي لا تتفاقم بين ابناء المجتمع , اضافة الى ذلك تفعيل دور السلطة في فسح المجال امام حرية الرأي والتعبير والقضاء على التسلط والاستبداد من قبل البعض.
ظاهرة التعصب والتطرف في المجتمع
ظاهرة التعصب والتطرف في المجتمع