ان القلق والخوف سلوكان متبادلان يحدثان عند الاطفال وان ردود الافعال البدنية ازاء القلق والخوف تتشابه الى حد بعيد ويتأثر الجهاز العصبي اللاإرادي بهما ويؤثر على الجهاز المعدي المعوي ويزيد من افراز (الادرينالين) ويزيد معدل نبض القلب وهكذا.
ان اوجه الشبه بين الخوف والقلق يعدان استجابة لموقف خطر ويحدثان حالة من التوتر وعدم الاستقرار يصاحبها تغيرات جسمية وقد يكون الخوف بداية لوجود القلق كما ان القلق والخوف يدعوان الفرد للدفاع عن الذات لذا فأن اوجه الاختلاف بين الخوف والقلق هو ان سبب الخوف يكون معروفا دائما وهذا لا يتوفر في حالات القلق كلها كما ان مصدر الخوف خارجي دائما بعكس القلق اذ يكون مصدره داخلي ، ويناسب الخوف مصدره وهذا لا يتوفر في القلق ويهدد القلق الشخصية بدرجة كبيرة ويجعل الفرد يشعر بالعجز تجاه الخطر.
يأتي الخوف لدى الاطفال من استثارة البيئة لا انفعالات الخوف وتكرارها ويجب مراعاة بعض القواعد لوقاية الاطفال من الخوف وهي:
*تهيئة الطفل للتعامل مع التوتر : يجب ان تصاحب مرحلة الطفولة تهيئة مستمرة للتعامل مع المشكلات المختلفة وخاصة التوتر وان تضمن الكثير من التطمين والتوضيح والتحذير المسبق من المشكلات المختلفة والمحتملة ويجب استخدام الخبرات السارة غير المخفية مع الطفل لكي يشعر بالأمن والطمأنينة.
ويستخدم الاطفال اللعب للتدريب على التعامل مع المشاعر والحوادث فاللعب هو الطريقة لتعلم كيفية التعامل مع الخوف فالقاعدة العامة هي تنمية اساليب جريئة وفعالة لدى الطفل في تعامله مع البيئة كما ينبغي تجنب الحماية الزائدة وتشجيع التعامل الفعال مع موضوع الخوف , بل يجب ان يعلم الاطفال اتقان العمل واتخاذ الحيطة والحذر وليس الخوف.
*التعاطف ودعم الاطفال: يجب على الاباء مساعدة الاطفال في قدرة التعامل مع المواقف المخيفة, واستعمال الحب والاحترام يجعل الاطفال يشعرون بالأمن والطمأنينة بعكس التهديد او النقد المستمر.
ان استجابة الخوف يجب ان لا تستخدم لمعاقبة الطفل او ضبطه فما زال كثير من الاباء يقولون لا طفالهم حديث للتهديد مثل(اذا عملت هذا مرة اخرى فأن وحشا سيخطفك) ان مثل هذه التهديدات تجعلهم يحسون بعدم الامن وهذا يصدق بشكل خاص على الاطفال دون السادسة من عمرهم الذين مازال تميزهم بين الحقيقة والخيال ضعيفا وينبغي ان يتم التعبير عن الخوف وليس تجاهله او السخرية منه فالأطفال يحتاجون الى طمأنينة حول مخاوفهم .
*التعرض المبكر والتدريجي للمواقف المخيفة: يحتاج الطفل الى اخباره بشكل تدريجي الى الافكار او الحوادث الجديدة المخيفة او التي يحتمل ان تكون كذلك فمثلا عملية التوقف عن اضاءة الغرفة في الليل امر ايجابي كما ينبغي اصطحاب الطفل في زيارات لعيادات الاطباء واطباء الاسنان قبل ان يحتاج الى فحص او معالجة كي يشاهد ما يحصل في هذه العيادات وكذلك فأن مشي الطفل في ممر طويل تكون فيه الاضاءة خافتة يعطيه تدريبا على مواجهة الخوف.
*التعبير عن المشاعر ومشاركة الاخرين بها: عندما يجد الاطفال ان هناك من يشاركهم في مشاعرهم في الجو الذي يعيشون فيه فأنهم يتعلمون ان الهموم والمخاوف هي امور مقبولة ولكن يجب عدم المبالغة في ذلك كأن يشارك الطفل الراشدين مشاعرهم وافكارهم وانما التحدث عن المخاوف الواقعية التي توجد لدى الجميع.
ويمكن القول انه من الافضل للطفل كقاعدة عامة ان يعبر عن مخاوفه وقلقه بصراحة وانفتاح بدلا من ان يخفيها لان الاطفال الذين يتعرضون للسخرية والنقد ويضطرون الى اخفاء مخاوفهم يحرمون انفسهم من افضل طريقة لمجابهة هذه المخاوف بنجاح.
ويدخل الطفل بعد اكماله سن السادسة من العمر مرحلة الطفولة الوسطى وتتميز بمجموعة من خصائص النمو التي تقع المسؤولية المباشرة على الاسرة والمدرسة في مراعاتها لكي تتكون شخصيته السوية وتعد هذه المرحلة بداية المشوار التعليمي الرسمي وتزامنها مع تزايد مخاوف الطفل وما يصاحبها من خوفه من فقدان الاخرين وخاصة الام كذلك الخوف من الاصوات المرتفعة كجرس المدرسة وخوفه من الطريق ومن الاعتداء من قبل الاخرين وهنا يأتي دور المدرسة في التربية والتنشئة وادخال الامن والطمأنينة في نفوس الاطفال.
القلق والخوف لدى الاطفال
والوقاية منهما
القلق والخوف لدى الاطفالوالوقاية منهما