مقال بعنوان سلوك الأستاذ الجامعي الوظيفي والاجتماعي
أ.د رياض حسين علي
يعد السلوك السليم والتصرف الجيد من السمات الشخصية الطيبة التي ينبغي ان يتمتع بها كل انسان , وجدير بمن يتولى التربية والتدريس الجامعي وخاصة في تنشئة الأجيال ان يتميز بسلوك اجتماعي راقي وسلوك وظيفي اكثر تميزا وسلوك خال من الشوائب والعيوب ,فينبغي على الأستاذ الجامعي ان يكون قدوة في مجتمعه وأنموذجا لطلبته لاسيما وان سلوكه وتصرفه اجتماعيا ووظيفيا هو محط انظار من يحيط به من الناس او من العاملين بصحبته ولأسباب ومبررات معروفة تعود لمكانة الأستاذ الجامعي العلمية ومركزه الاجتماعي ونقصد بالسلوك الوظيفي تصرف الأستاذ الجامعي داخل محيط عمله العلمي أي في قسمه وكليته اما السلوك الاجتماعي فهو سلوكه العام داخل المجتمع الذي يعيش فيه ومن الطبيعي ان السلوك الوظيفي لا ينفصل عن السلوك الاجتماعي لاي انسان يمارس وظيفة سلبا او إيجابا عليه والسلوك الاجتماعي تشكله وتؤثر فيه جملة عوامل في مقدمتها التربية, وما اخذ من عادات وقيم وسلوك من بيئته المحلية الخاصة وبيئته الاجتماعية العامة فضلا عما اكتسبه من ثقافته بمرور الوقت والزمان كل هذه العوامل والعناصر هي التي تشكل وتكون السلوك الاجتماعي للأستاذ الجامعي كأي انسان آخر وينبغي ان يتميز سلوك الأستاذ الجامعي في قسمه العلمي وداخل كليته بالاستقامة والأخلاق الرفيعة فعليه مبادرة الناس بالسلام والتواضع والتبسط في علاقاته مع زملائه من أعضاء هيئة التدريس والعاملين في كليته من الموظفين وغيرهم , كما ينبغي على الأستاذ الجامعي التبسط في حديثه مع طلبته دون الابتذال في عباراته المستخدمة في مخاطباتهم وعليه الابتعاد في سلوكه عن كل ما من شأنه المساس بسمعته العلمية والأخلاقية فضلا عن وجوب الاعتدال في مجاملاته والجلوس في المقام الذي ينبغي عليه الجلوس فيه أي في مكتبه الخاص داخل قسمه العلمي او مع زملائه من أعضاء هيئة التدريس في النادي المخصص لهم أي في الأماكن التي ينبغي ارتيادها في كليته ولا بأس له ان يشارك طلبته في احتفالاتهم بالمناسبات والجلوس معهم مع مراعاة ان يكون حضوره مؤثرا ولائقا وعلى الأستاذ الجامعي ان يتجنب السلوك المتعالي والتكبر في علاقاته مع زملائه ومع طلبته وان يبذل جهوده لبناء سمعة طيبة له وعلاقات قائمة على المحبة والاحترام داخل عمله وخارجه .
ويجب على الأستاذ الجامعي ان يهتم بمظهره الجامعي وهذا ينعكس على شخصيته ويرتبط هذا المظهر بدرجة كبيرة بمستوى ثقافته وذوقه وسلوكه العام ونادرا ما نجد أي انسان يتوجه الى مكان عمله او الى زيارة أصدقاء له دون ان يعطي جزءا من وقته للاهتمام بمظهره وشكله وهذا يشكل جزءا أساسيا في سلوكه وذلك يعني أي انسان يسعى الى الظهور بالشكل المناسب الذي يليق به وبالشكل الذي يترك انطباعا إيجابيا في نفوس الاخرين عليه.
ان الظهور بالمظهر اللائق المناسب للأستاذ الجامعي لا يعني المبالغة بل ينم عن ذوق رفيع في اختيار ما يناسب عمره ومهنته النبيلة وشكله والذي يعكس من خلاله شخصيته وسلوكه الذي يهتم به.