ان الانشطة المدرسية هي الاداة التي تستخدمها المدرسة في تنشئة طلبتها, إذ ليس الغرض الاساسي من الانشطة المدرسية تمكين الطلبة من مزاولة الانشطة التي يرغبونها, انما الغرض منها هي احدى الوسائل الفعالة التي تتبعها المدرسة لتحقيق وظيفتها الاجتماعية التربوية هو تنمية وصقل خبرات الطلبة وتدريبهم اثناء ممارستهم الانشطة المتنوعة على العادات والسلوك الاجتماعي القويم الذي يتطلبه المجتمع الذي يعيشون فيه والذي يجعل منهم مواطنين صالحين .
ويظهر النشاط المدرسي حديثا وفق صورتين رئيسيتين هما :انشطة تركز على ميول الطالب وحاجاته وانشطة تركز على المواقف الاجتماعية ,اذ تركز الصورة الاولى على ميل الطالب وحاجاته بصورة تلقائية وليس على ميول المدرس, وبذلك يكون النشاط عملية داخلية خاصة بالطالب تتحقق من خلالها حاجاته ,اما الصورة الثانية فتركز على دور المرسة باعتبارها مؤسسة اجتماعية لذا فان النشاط يبنى على مواقف اجتماعية من خلال ما تتضمنه من مشكلات ومواقف مختلفة ,وليس فقط على حاجات الطالب وميوله ,على اساس ان الخبرات الاجتماعية التي يزود بها الطالب تسهم في تطوير ادراكاته حول ما يحيط به.
ان النشاط المدرسي من اهم مقومات العملية التربوية الاتي تسهم في تربية متكاملة في جميع مراحل الدراسة المختلفة ,وهو يمثل الجانب التقدمي في التربية المعاصرة لانه يهتم اهتماما كبيرا بالجوانب العملية الحياتية اليومية للطلبة في مختلف مراحل نموهم.
لذا فان هناك علاقة وثيقة بين القيم والتربية , فاذا كانت القيم هي الاهداف التي تسعى الى تحقيقها فالتربية بمفهومها الواسع هي الاداة المنقذة لهذه الاهداف وقد ظهرت العلاقة بين الانشطة والمناهج والمادة الدراسية وقد احتلت الانشطة موقعا متميزا في مختلف المناهج الحديثة واصبح النشاط من المحاور الرئيسة التي لا يخلو منهاج منها, لذا فان المناهج لم تعد تركز على الجانب المعرفي فقط كما كانت سابقا وانما اصبحت تركز على مختلف جوانب حياة الطالب وان عملية اعداد الطالب لا تنتهي فقط بحدود التركيز على الجانب المعرفي له.
لقد تباينت الاسس الفلسفية التي قامت عليها الانشطة في ضوء تباين الفلسفات التربوية نفسها, من حيث النظر الى طبيعة عملية التعلم والطالب, واهم هذه الفلسفات هي الفلسفة التقدمية التي ابرزت اهمية دور الطالب في عملية التعليم اذ اعطت دورا مهمه للأنشطة التربوية بوصفها اداة لا كتساب المعرفة وتوظيفها اذ ظهرت هذه الفلسفة على اساس ان الكتاب ما هو الا مصدر من عدة مصادر تؤثر وتشارك في عملية تعليم الطلبة وليس الكتاب هو المصدر الوحيد لذلك.
ان الانشطة التربوية من اهم مقومات العملية التعليمية التي تسهم في تربية النشء تربية متكاملة في جميع مراحل الدراسة والانشطة التربوية وسيلة لبناء الجانب النفسي والاجتماعي والقيمي والجمالي والحركي لدى الطلبة.
ان النشاط المدرسي هو خطة مدروسة ووسيلة اثراء ,وبرنامج تنظمه المؤسسة التعليمية يتكامل مع البرنامج العام يختاره الطالب ويمارسه برغبة وتلقائية بحيث تحقق اهدافا تعليمية وتربوية وثيقة الصلة بالمنهج المدرسي داخل الصف او خارجه خلال اليوم المدرسي او خارج الدوام ,مما يؤدي الى نمو الطالب في جميع جوانب نموه التربوي, والاجتماعي, والعقلي والانفعالي والجسمي واللغوي مما ينجم عنه شخصية متوافقة قادرة على الانتاج.
لذا تعد الانشطة التربوية ركن اساسي من اركان العملية التعليمية, ولا يمكن الاستغناء عنها فالنمو الحقيقي يقوم على نشاط الطلبة واجابتهم ومشاركتهم في جميع جوانب العملية التربوية , ولا يقتصر النشاط على ما يمارسه الطلبة خارج لصفوف من نشاطات ترويحية او ثقافية او رياضية او اجتماعية فقط بل ان هذا يصبح غرفة الدراسة وخارجها فعن طريق الانشطة يكتسب الطلبة المعارف والميول والاتجاهات والقيم والمهارات وعن طريقها يعتدل اسلوب تفكيرهم واساسيات بناء شخصياتهم.