احدثت التطورات التكنولوجية الحديثة في منتصف عقد التسعينيات من القرن الماضي نقلة نوعية وتطورا كبيرا في عالم الاتصال حيث انتشرت شبكة الانترنت في ارجاء المعمورة كافة وربطت اجزاء هذا العالم المتزامنة الاطراف بفضاءها الواسع ومهدت الطريق امام المجتمعات للتقارب والتواصل والتعارف وتبادل الاراء والافكار ويستفيد كل متصفح لهذه الشبكة من الوسائط المتعددة المتوفرة فيها واصبحت افضل وسيلة لتحقيق التواصل بين الافراد والجماعات ثم ظهرت المواقع الالكترونية والمدونات الشخصية وشبكات المحادثة التي غيرت شكل الاعلام ومضمونه وخلقت نوعا من التواصل بين اصحابها ومستخدميها .
وينتشر الاستخدام العالمي للشبكة العنكبوتية بشكل كبير ويزداد النشر الالكتروني يوما بعد يوما على مساحات جديدة كانت في السابق يسيطر عليها عالم الكتابة الى الحد الذي جعل الورق يتلاشى بشكل سريع ولابد من القول بان اطفالنا سيشهدون عالما خاليا من الورق.
يعد الادمان على مواقع الشبكات التواصل الاجتماعي بصفه عامة ومواقع (الفيس بوك) بصفه خاصة حالة من حالات الاستخدام المرضي وغير التوافقي لشبكات التواصل الاجتماعي التي حولت العالم الى مكتبة بدون جدران وقرية بدون اسوار وزودت هذه القرية بثقافة دون حواجز .
ومن المعروف ان العالم يشهد تطورا معرفيا كبيرا فلم يقتصر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الدول المتقدمة بل انها تزداد في الدول العربية ومجتمعاتها بشكل سريع ومن خلال الدراسات التي اجريت في عام (2010) واظهرت نتائجها ان عدد المستخدمين العرب لمواقع التواصل الاجتماعي وخاصه (الفيس بوك) يصل الى (15) مليون شخص ويزداد عدد المستخدمين العرب بمعدل (مليون) شخص لكل شهر ومن الامور الغريبة ان عدد مستخدمي( الفيس بوك) العرب يفوق عدد قراء الصحف في العالم العربي .
يرتفع عدد المستخدمين العرب بشبكات التواصل الاجتماعي الرئيسية على شبكة الانترنت ( الفيس بوك ، تويتر، ) ليسجل مؤخرا اكثر من (70) مليون مستخدم عربي وان اكثر من نصف الاطفال من عمر (12-17) سنه لهم (صفحات الكترونية ، ومقاطع فيديو، مدونات الكترونية ومواقع على شبكات التواصل الاجتماعي خاصه بهم وتصل عدد الساعات التي يقضيها هؤلاء الى (8) ساعات في اليوم.
ان مواقع التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة لاجهزة التواصل تؤثر بشكل مباشر على التحصيل الدراسي للطلبة فهي تستنفذ كثيرا من وقتهم وتشغلهم عن مراجعة دروسهم واداء واجباتهم وكذلك يترتب من جرائها العديد من المشكلات التربويه مثل : النوم اثناء الدروس والمحاضرات وقله الانتباه والتركيز وضعف اللغة . وان دلال الاباء لابنائهم وشرائهم لهذه الاجهزة التي توظف مواقع التواصل الاجتماعي من غير حدود وصلت فيه هذه الاجهزه الى مستويات وتقنيات لا يتصورها العقل .
يستخدم الانترنت الاطفال والراشدون وكبار السن اي فئات المجتمع العمرية كافه وايضا طبقات المجتمع الراقيه كافة ومحدودي الدخل فاصبح الانترنت يغزو مجالات الحياة الاجتماعية المختلفه مثل وسائل الاتصال والجانب الاقتصادي والجانب السياسي وغيرها الامر الذي يترتب عليه ان اي مجتمع يعجز عن مواكبة هذا التقدم التكنولوجي الرقمي الهائل .
ولا شك ان الدول النامية تختلف عن بقيه الدول المتقدمة ففي الماضي كان هناك اطفال مدمنون على التلفاز اما اليوم فمنهم مدمنون على الانترنت وتشير مجله( النيوزويك) ان (3،2 ٪) من مستخدمي الانترنت يعانون من ادمان الانترنت الشديد.
اذن ان مواقع التواصل الاجتماعي لها الاثر الكبير في التحصيل الدراسي والاكاديمي للطلبة ودورها في تشتيت التنظيم الذاتي وفقدان الثقة المدرسية لدى الطلبة حيث تبين ان وجود الطلبة لفترة طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن ان يكون لها اثار سلبية على الانتاجية الدراسية وعدم اداء المهمات والواجبات المكلفين بها فالساعات الطويلة التي يقضيها الطلبة على مواقع التواصل الاجتماعي لها الاثار السلبيه على التحصيل الدراسي.
وللحد من ظاهره الادمان الشديد لمواقع شبكات التواصل الاجتماعي يجب الاخذ بالاتي :
١- ضروره الترشيد والاستخدام المعتدل لمواقع شبكات التواصل الاجتماعي من قبل الاطفال والشباب بهدف تحقيق اهداف محددة وواضحة .
٢-تشجيع الاساتذة واطراف العملية التعليمية على انشاء صفحات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي واستخدامها في العملية العلمية التعليمية لطلبتهم.
٣-عقد ورشات تدريبية لاولياء الامور لتدريبهم على متابعة ابنائهم على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لاغراض الدراسة .
٤-دعوه الجهات الرسمية والجمعيات الاهلية والمختصة لحماية النشىء وتوجيه المستخدمين من الابناء لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لاغراض دراسية.